الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيظل خليجنا واحداً

10 يناير 2016 23:11
بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه المشوهة التي طالما اختفت وراء أغشية الدين وتشدقت بشعاراته، لم تعد رؤية تلك الحقيقة مقتصرة كما كان سابقاً على السياسيين والمنخرطين في سلك العلاقات الدولية، بل باتت مقروءة بينة لعامة الناس وبسطائهم، ولم يعد التغرير بالصبية والشباب يسيراً في متناول أيدي الخونة والمتآمرين، فالحقائق التي تحمل في طياتها ما تحمل من مؤامرات التخريب والفساد واستباحة دماء الأبرياء شكلت مناعة لكل ذي عقل وفطنة من السير في طريق الضالين المضلين. وها هو خليجنا يشهد نقاء مياهه وصفاء أجوائه فيقف أبناؤه صفاً واحداً في وجه من أراد بهم أو بأحدهم سوءاً، بل اجتاز العدو مرحلة الإرادة وبلغ به العداء إلى حرق وتخريب سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة، مخترقاً بذلك حرمة الدين الذي يدعيه، وحرمة جميع الشرائع والأعراف البشرية والمواثيق الدولية، ضارباً بكل ما سبق عرض الحائط مقابل أن يشبع جوعه العدائي، متدخلا في شؤون دولة مستقلة ذات سيادة لا تسمح بحال من الأحوال مثل هذا التدخل، لاسيما في إجراء اتخذته دفاعاً عن الوطن ومواطنيه ومكتسباته ودرءاً للفتن التي يثيرها النمر وأعوانه. هي الوحدة التي تهدد أطماع الطامعين وتكبح جماح شرههم في الاستيلاء على الخير الذي منّ به الله سبحانه على الخليج العربي وأهله، وما الوحدة التي يشهدها خليجنا اليوم سوى نتاج طبيعي لمقدمات جمعت الخليجيين في وحدة الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والعادات وما يزيد الوحدة تمكيناً علاقات الأخوة والنسب التي تجمعهم تحت مظلة المصير الواحد غير مترددين في اتخاذ الإجراءات التي تحمي كل حبة رمل خليجية وتدفع الأذى عن أي قطرة دم خليجية. وإن ظنت الجارة الجاهلة بالعلاقات الداخلية لأبناء الخليج غير ذلك فهي واهمة، فما أصعب صدمتها وهي تنتظر التصفيق من البعض عند اعتدائها على السفارة السعودية، ثم رأت وسمعت ما لا تتوقع من مشاهد الغضب والاستنكار والاحتجاج من دول الخليج كافة بل من دول عربية أخرى أدركت مدى العدوانية التي تكنها الجارة وقررت الوقوف بجانب الحق ومساندة أهله، فعادت جارتنا للم ما بعثرت في طريقها العابث دون جدوى، فتاريخها المليء بالتدخلات في شؤون جاراتها يحتم على الجميع اتخاذ ما يلزم من الحزم لتقف عند حد أراضيها وتركز على أوضاعها الخاصة علها تغير في خللها الداخلي شيئاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©