إيران التي تعيش عزلة دولية حقيقية جراء برنامجها النووي المثير لقلق المجتمع الدولي، تزداد اليوم عزلة بعد الموقف التضامني للعديد من الدول مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقرار هذه الدول قطع العلاقات مع طهران، ووقف التعامل معها باعتبارها دولة راعية للإرهاب بالممارسات التي تقوم بها، وتهدد أمن واستقرار جيرانها، والتدخل في شؤونهم الداخلية. الموقف الإيراني الهستيري، بعد تنفيذ السعودية أحكاماً شرعية بحق47 إرهابياً، من بينهم داعية الإرهاب نمر النمر، عبر عن حقيقة النظام الحاكم في طهران، وإصراره على المضي في مغامراته الخائبة وأجندات مساراته العدوانية تجاه بلداننا الخليجية. لقد أفقد الموقف الخليجي الحازم من إيران أبواقها المسعورة كل رشد أو اتزان، فنراها تسوق الأكاذيب المكشوفة والافتراءات الممجوجة، وتصور الأمور بغير حقيقتها. والحقيقة التي يريدون القفز عنها واضحة جلية وضوح شمس الظهيرة في كبد السماء، وهي أن ايران دولة عدوانية تحتل أراضي جيرانها، ومنها جزرنا الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأبوموسى، وتتدخل في شؤوننا الخليجية من البحرين والسعودية والكويت واليمن، ولا تقابل أية مبادرة خليجية حسنة النية إلا بالمزيد من التآمر بإرسال الأسلحة والمتفجرات وعناصر الحرس الثوري ومرتزقتهم، ناهيك عن الخراب والدمار الذي تسببوا فيه للعراق وسوريا. بعض ممن يقدمون أنفسهم كمحللين سياسيين، ويطلون من أبواق ومنصات تدعي المهنية والحيادية، وأخرى ممولة من إيران يقومون بتصوير الصراع، وتلوين ما يجري على أنه صراع مذهبي، أو أنها معركة تكسير عظم في سوق النفط، ويتناسون حقيقة أن الوضع في المنطقة ثمرة سياسات إيران وأطماعها التوسعية وإصرارها على تصدير نمط تجربتها الفاشلة التي تركت الشعب الإيراني في أحضان الفقر والبؤس بينما يغامر ملالي طهران بثرواته لإقامة إمبراطورية فارسية جديدة مفصلة على هواهم، وأوغر صدورهم أن بلدان مجلس التعاون الخليجي تفرغت للتنمية، وتحقيق أعلى معدلات التنمية والرخاء والاستقرار والازدهار لشعوبها. لقد كان فصل الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، واحداً من تاريخ ملوث لتوجه إيراني في استفزاز الدول والشعوب، وأعتقد الذين يقفون وراءه أنه سيمضي بدون عقاب، فهالهم هذا الرد والحزم الخليجي والعربي والدولي، لتزداد عزلة إيران لحين يظهر مسلك رشيد في طهران يساهم في العمل على استقرار هذه المنطقة، وينزع عنها فتيل التوتر والقلق، لتتفرغ بلدانها للتنمية وازدهار شعوبها.