«في ناس يعرفون كيف يشتغلون، تلقاه يدور وين مكمن «البيزة»، مثلاً والنَّاس ساهية غافلة، يقوم يشتري مكيفات تتركب في المناسبات بس، وشغّال على هذه الحكاية، ختان، عرس، مأتم، معرض للحرف اليدوية، وأنت تستصعب على من سيقوم بفك هذه المكيفات وحملها وتركيبها في مكان آخر، وكيف وأين ستخزنها؟ وإذا ما تعطل أحدها، كيف ستتصرف؟ وكيف اهتدى لفكرة أن الناس بحاجة لهذا النوع من المكيفات، وأسئلة غير ذات جدوى، ولا تدخل في مصلحة العمل، تماماً مثل ذلك المغامر الذي يشتري نوعاً معيناً من الرافعات، تقول من سيقبل عليه، ويسأل عن هذا النوع من الرافعات التي لا تعرف ميزتها عن غيرها، ومن دلّه على الموضوع أو أشار عليه، وكيف بحث عنها حتى اشتراها، بصراحة أمثال الذي يسأل أسئلة لا تمت لليابان بصلة، لن يفلح في تجارة مكيفات الأفراح أو رافعة تظل أشهراً تصليها شمس الشماسي»! «رحم الله قارئ العدّاد يا شركات الكهرباء، مهما فَرّ العدّاد، ما توصل الفاتورة مئات الدراهم، الْيَوْمَ في عصر الفاتورة الإلكترونية التي لا نعرف شيئاً من أرقامها الديجتل المتراقصة، لا المتناقصة، والتي لا تعترف إلا بالآلاف، يعني مثلاً استهلاك ماء خمسة آلاف درهم، واستهلاك كهرباء سبعة آلاف، لو بيوت المواطنين مثل محطات الطاقة، بنقول: والله ما يخالف، لو فاتحين «الماي سبيل»، بنقول: يريدون الأجر والثواب، لو بيت الشعبية بحجم ملجأ الأيتام في بنغلاديش، بنقول: «مب خسارة، هؤلاء أيتام، ويهرجون ماء، ويصرفون كهرباء»، كله كم حجرة، وكم رأس، وبشكارتين، وصرمتين، بنقول: «الفلبينيات يلعبن بالماء، بس هذيلا سبوحهن، مثل سبوح الصفاصيف، المشكلة أن فاتورة الخصخصة الكهربائية الإلكترونية ما تنقص، سواء كنت في الدار، وإلا ساير بانكوك للعلاج»! «نفسي أعرف من يبيع داتا» أرقام عباد الله على الكثير من الشركات الوهمية التي تبيع الأحلام للناس، بحيث يتصبح العبد الذاهب لعمله كموظف عمومي يراجع مرات كيف سيتدبر مصاريفه لآخر الشهر، باتصال من شركة متخصصة في اليخوت الملكية، مع إمكانية التمويل والتقسيط أو ببيع منازل شتوية في سويسرا، لينعم أولاده الساقطين في الرياضيات بإجازة نصف السنة وسط الألب أو شركة تطرح إنساناً آلياً، بديلاً عن الشغالة الإندونيسية أو شركة تلعب بالبيضة والحجر لتربحك ذهباً، ودخلاً إضافياً غير راتبك البائس، وأنت جالس في منزلك»!