في ذروة فرحة واحتفالات البلاد بمرور عشر سنوات على حكم وحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جاءت توجيهات سموه بتحويل القمة الحكومية المقبلة 2016 من حدث عالمي إلى مؤسسة عالمية تعمل على مدار العام لاستشراف المستقبل في القطاعات كافة، لتكون القمة هدية الإمارات للعالم، و«مساهمة تنموية ومعرفية رئيسة تقدمها لحكومات العالم كافة، ومنصة على مدار العام لتحسين الخدمات لسبعة مليارات إنسان حول العالم». هكذا هي الإمارات دائماً تعمل على إسعاد البشرية بالمشاركة في وضع تصورات استشراف مستقبل أفضل للبشرية. كنت مع عشرات الزملاء الإعلاميين والرعاة والمختصين أمس الأول ومعالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس القمة العالمية للحكومات يرأس الجلسة الحوارية حول التغييرات العشرة الرئيسة في شكل ومضمون القمة، بحسب ما اعتمدها مجلس الوزراء، والتي أسهبت وسائل الإعلام في عرضها أمس. كانت الجلسة، التي أدارتها إلى جانب معاليه عهود الرومي نائب رئيس القمة، ثرية بالمحاور ورحبة الآفاق، لما يمكن أن يحمله المستقبل من خير ورخاء للإنسانية إذا ما خلصت النوايا وتضافرت الجهود، وارتقت الأهداف للخروج بالعديد من المجتمعات المحبطة نحو الإيجابية والتفاؤل والعمل الدؤوب لتجاوز التحديات والصعاب. والحديث عن منصة القمة التي أطلقتها الإمارات لمن يريد الاستفادة وتطوير إمكاناته ليواكب المستقبل ومتطلباته والإمساك بأدواته. أعجبني حديث القرقاوي متناولاً تجربة الإمارات ودبي بكل تواضع، بقوله «نحن ما زلنا في البدايات»، هكذا علمنا محمد بن راشد في السباق نحو المستقبل، رؤية نعتز ونفتخر بها إلى عنان السماء، وأتاحت لدبي التي كانت قبل عقود قليلة من السنين مجرد قرية صغيرة للصيادين-كما كانوا يرونها- أن تشرف على 10% من حركة التجارة العالمية من خلال واحدة من أذرعها الاستثمارية المتمثلة في «موانئ دبي» التي تدير اليوم أكثر من 60 ميناءً في أكثر من 30 دولة في مختلف قارات العالم. استشراف المستقبل واحد من ملامح الرؤية الثاقبة والحكمة التي تجلت لدى قيادة الإمارات، وساهم في أن تستعد دوماً وبصورة إيجابية وتفاعلية لأجل المستقبل ومواجهة تحدياته، فقط من أجل إسعاد الإنسان وضمان الحياة الكريمة الجدير بها إينما كان، موعدنا القمة المقبلة للتحليق مع المستقبل في القمة العالمية الثامن من فبراير المقبل.