إدارة الأزمات إدارة مهمة في كل الكيانات بمختلف مجالاتها وتخصصاتها وليست بالضرورة أن تكون هناك أزمة لننشئ لها إدارة فمتطلبات المرحلة بثباتها وأزماتها.. بإنجازاتها وإخفاقاتها.. والتعامل مع مستجداتها يجب أن يكون وفق قواعد إدارة الأزمة فتصغيرها أو تجاهلها لن تجدي نفعاً إذا ما أردنا المضي قدماً نحو الهدف المأمول، وإن كنا نتناسى ذلك في الإنجازات وننشئ لها إدارة للأفراح والتصريحات مع الفلاشات وأمام الكاميرات وكل ينسب الإنجاز له ولفريقه، ويبدأ بالطعن لمن بدأ مسيرتها وتفانى إلى أن تحقق ذلك، وفي المقابل يبدأ الفريق السابق من تقليل حجم الإنجاز أو ادعاء بأن ذلك كان نتاج خططها وبرامجها التي أورثها لخلفه. والمتابع للشأن الرياضي منذ الخروج الحزين من تصفيات كاس العالم 2018 وما أصابه من إحباط لحلم مؤجل على الدوام، ولم يتحقق منذ الإنجاز التاريخي عام 1990 وكأننا اكتفينا بما تحقق في زمن الهواية وعجزنا عن تحقيقه في زمن الاحتراف الذي وصلنا إلى عامه العاشر دون بوادر لأمل التكرار رغم ما يتمتع به الجيل الحالي من الإمكانات وما تتوفر لكرتنا من موازنات نستطيع بها توفير كل متطلبات المرحلة، ولكن دون عمل يقربنا من تحقيقه. أليست الإخفاقات المتكررة ومنذ زمن تدخل في نطاق الأزمة، أم أن مفهوم إدارة الأزمات عندنا هي كوارث طبيعية وأزمات اقتصادية واضطرابات سياسية وحروب؟ لماذا لا نعترف بالواقع المرير الذي تعيشه رياضتنا عامة وكرتنا خاصة؟ ولماذا نستكين ونتراخى مع أي إنجاز حتى ولو كان في محيطنا الضيق ونتطلع إلى العالمية كما يخطط الكثير من دول العالم المتقدم الذي نحن في مقدمتها في كل المجالات إلا في الرياضة التي صرفنا ونصرف عليها الملايين منذ قيام الدولة والمليارات منذ دخلنا عهد الاحتراف والمحصلة إنجاز يتيم تحقق في زمن الهواية وعجزنا عن ملامستها في زمن الاحتراف. فإدارة الأزمات مطلب مهم وملح والتعامل معها تتطلب تأهيل كوادر تعيش الواقع وتتدارس مسبباتها وتضع الحلول لها بعيداً عن العواطف والانتماءات والمجاملات التي لم تنتشلنا منها منذ عقود وتعمق جراحنا بعد كل مشاركة وتغرق ساحتنا الرياضية في مستنقع التخاصم وتزيد من كراهيتنا لبعضنا بتصريحات فيها من النيل لبعضنا دون تلمس مكامن الخلل وإيجاد الحلول الممكنة لتجاوزها.. وهذا هو الدور المنوط بإدارة الأزمات التي نرجو استحداثها في منظومتنا الرياضية وتأهيل متحدثين لها.