رد فعل إيران على إعدام نمر النمر يؤكد أن حكم القضاء السعودي كان عادلاً، وإلا فما الذي يجعل النظام الإيراني يفقد صوابه بهذه الصورة، ويصعّد من حملته العدوانية ضد المملكة، فينتقد حكماً قضائياً في دولة ذات سيادة، ومن ثم يرسل أتباعه لحرق ونهب السفارة السعودية في طهران، والتي يفترض أنها تحت حماية الدولة الإيرانية؟ وكل ذلك بسبب رجل أعدمته السعودية وهو مواطن سعودي ابن سعودي لا علاقة له بإيران حتى يغضب نظام بأكمله بسبب إعدامه بعد إدانة القضاء له بتهمة الإرهاب. والموقف الإيراني الرسمي من هذا الحكم، وما يمارسه الإعلام الإيراني من إظهار الموضوع بصورة طائفية ومذهبية، يجعل كل متشكك في الاختراق الإيراني لبعض الشيعة العرب يدرك أن ذلك ليس مجرد شك، وإنما هو يقين أصبح واضحاً، ولم تعد طهران قادرة على إخفائه. والسؤال لماذا تخترق إيران بعض الشيعة العرب ولماذا تجنّدهم؟! بلا شك إن ما تقوم به إيران ليس من أجل مذهب، أو مصلحة أولئك الشيعة، وهذا ما يجب أن يتنبه إليه إخواننا الشيعة العرب الذين هم من دمنا ولحمنا ولا يربطهم بإيران إلا بعض الأكاذيب التي يرددها أذناب إيران وصبيان النظام في طهران الذين تنازلوا عن حبهم وولائهم لأوطانهم مقابل أوهام كاذبة مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود ولم تتحقق ولن تتحقق، فالثورة الإيرانية بضاعة فاسدة لا يمكن تصديرها خارج حدود إيران، فضلاً عن أنها منتهية الصلاحية بين أغلب فئات الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعاً بها! لذا نستغرب أن يكون من هو من جلدتنا وما زال يحلم تلك الأحلام الخائبة! عندما نستعرض التاريخ والأحداث في المنطقة ونتعمق في المشهد فيها نكتشف أن من قتل الشيعة العرب وكان يضحي بهم دائماً هو النظام الإيراني الذي لم يتوان عن استخدامهم كأدوات لتصفية حسابات هذا النظام مع دول المنطقة، وآخر من يستغلهم هم الحوثيون الذين يسيرون كالعميان وراء من يأخذهم إلى الهاوية، وقبل ذلك شيعة العراق، وقبل ذلك شيعة لبنان، وغيرها من دول المنطقة. إننا اليوم في منطقتنا العربية بحاجة لأن نستعيد أبناء المنطقة ممن خُدعوا بالأكاذيب الإيرانية، وأن ندعم الأصوات الشيعية العربية العاقلة، وهي الأكثر والأغلب، ولكنها للأسف تعاني الاضطهاد بين أبناء مذهبها، وتعاني التجاهل والتشكيك من بعض الدول العربية. الشيعة العرب أمام مسؤولية تاريخية عظيمة تجاه أوطانهم، فعليهم أن يكونوا متيقظين، بحيث لا يكونون الثغرة التي يخترق منها العدو أوطانهم، بأي حجة كانت وأي عذر تردد، فلن يكون أحد أرحم بهم أكثر من أوطانهم، وإن سكب الغريب دموع التماسيح على مظلومياتهم ومطالباتهم، ولنقرأ التاريخ ففيه الدروس لمن لا يعرفها. alhammadi@alittihad.ae