بدأ عام 2016 حازماً ضد الإرهاب، فمع شمس ثاني أيام العام، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إعدام 47 إرهابياً، منهم اثنان غير سعوديين، والبقية كلهم سعوديون أدينوا بجرائم مختلفة في أوقات مختلفة وقضايا مختلفة، وهم من أفكار ومدارس إرهابية مختلفة أيضاً، الغريب أن هذه الأحكام التي يُفترض أن تُفرح الجميع؛ لأنها خلّصت البشرية من مجموعة من الأشرار، ثبت بالدليل وبحكم القانون أنهم مذنبون، أغضبت دولة، بل وبالغت في غضبها حتى تمادت في تطاولها على دولة مسلمة جارة لها، وبلغت بها الوقاحة أنها بدأت على لسان كبار مسؤوليها تهدد المملكة العربية السعودية فقط، لأن أحد الإرهابيين الذين تم تنفيذ حد الحرابة عليهم، هو من أتباعها، وممن كانوا يروّجون لأجندتها في المملكة وفي الخليج، وهي أجندة الإرهاب والعنف، ومن يشاهد فيديوهات نمر النمر على اليوتيوب سيرى كم كان يحمل في قلبه ضد بلده السعودية، وكم كان يؤمن بإيران وبكل شيء فيها! إيران رفضت حكم القضاء السعودي، وتدخلت في شأن داخلي للمملكة، التي أصدرت حكماً على عدد من مواطنيها الذين يشكلون خطراً على أمن واستقرار البلد، ويهددون الأرواح البريئة بسبب منهج العنف الذي يؤمنون به، والقتل والإرهاب اللذين يمارسونهما، فحرضت ضد المملكة وقيادتها وهيجت الشارع الإيراني، حتى أنها سمحت للمشاغبين بالاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد وحرقهما وتخريبهما، وهو أمر لا يجب أن يمر من دون موقف قوي تجاه طهران، وربما مواقف الدول الخليجية وجامعة الدول العربية وعدد من الدول العربية كان واضحاً في رفض واستهجان ما حدث، ولكن هذا الموقف العربي لا يكفي، فالموقف والتطاول الإيراني ليس الأول، ويبدو أنه لن يكون الأخير، لذا فإن العرب مطالبون بموقف حازم مع العنجهية الإيرانية والإرهاب اللفظي والسياسي، الذي يمارسه النظام الإيراني مع دول الجوار منذ سنوات. في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة يحتاج العرب إلى أن يُنحّوا خلافاتهم جانباً، ويقدموا مصالحهم ويضعوها نصب أعينهم، فيكفي التشرذم والخلاف والاختلاف، الذي لم نستفد منه شيئاً، واستفادت منه إسرائيل وطهران فقط، فهل يعيد العرب حساباتهم ويقفون إلى جانب بعضهم بعضاً، خصوصاً في القضايا المصيرية، وعندما تلعب طهران بالنار الطائفية التي تريد إحراقنا بها؟ فتحاول أن تصوّر الحكم على إرهابي من المذهب الشيعي وكأنه حرب على الشيعة كلهم! يجب أن يدرك النظام الإيراني اليوم، أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية - الذي سبق وأن رفضته طهران - سيكون فاعلاً ومؤثراً وقد تكون هذه الأحكام أولى ثماره، ولن يهنأ الإرهابيون والإرهاب بعد اليوم أينما كانوا وأياً كان من يقف خلفهم.