«الشيفة شيفة والمعاني ضعيفة».. هو المثل الذي تذكرته وأنا أتابع قضية حسن زهران، مدافع فريق عجمان الذي أحالته لجنة الحكام إلى «الانضباط»، رداً على تصريحاته إثر طرده في مباراة فريقه مع شباب الأهلي دبي، والتي خسرها عجمان بثلاثة أهداف مقابل هدف، فشتان بين تصريحات اللاعب وبين واقعه وسجله المتخم بالأخطاء. جيد أن تبرر وأن تدافع، ولكن الأهم أن تكون واقعياً، وأن تكون ذكياً مستحضراً تفاصيل سيرتك، فلا أحد يحفظ سيرتك مثلك، ولا أحد يدريك كما تدري نفسك. دفعني حسن زهران نفسه للنبش في تاريخه بالملاعب، وتحديداً مع الوصل، لا سيما حين قال متحدياً إنه لو كان بقميص الوصل، لما احتسب الحكم الركلة أو الطرد، والغريب أن اللاعب نفسه، طرد مع الوصل أربع مرات، فطرد مرتين في موسم 2014 /‏ 2015، أمام اتحاد كلباء والظفرة، وطرد أيضاً مرتين في موسم 2015 /‏ 2016، أمام الشارقة والعين. زهران، الذي لعب طوال مشواره بدوري المحترفين 147 مباراة، حصل على 56 إنذاراً و11 بطاقة حمراء، وهو رقم لو تعلمون كبير، لكن زهران وحده من يراه عادياً، ويرى أن الأحكام عليه مسبقة وأن أخطاءه عادية كمدافع. كدت أتعاطف مع زهران وأنا أتابع تصريحاته بعدما حدث في مباراة عجمان، فما أسهل أن تبرر وأن تدعي، ولكن لا يمكن أن تكون كل تلك الأرقام محض افتراء، وحتى الوصل الذي تمنى أن يكون بقميصه، لم يسلم من أخطائه، التي من المؤكد أن «الفهود» دفعوا ثمنها. أعتقد أن أول منْ على زهران أن يواجهه الآن، هو زهران نفسه، إذ عليه أن يدرك أن هناك مشكلة، فالموسم الجديد الذي لم تمض منه سوى جولتين، حمل له حتى الآن إنذاراً وبطاقة حمراء، وإذا كنا نقدر للمدافعين حماستهم وتفانيهم للدفاع عن لون ناديهم، إلا أن التهور في ذلك غير مقبول، وأول من يدفع ثمنه هو فريقك نفسه. أيضاً، امتدت أخطاء زهران من الملعب إلى خارجه.. إلى التصريحات.. فإن كان هناك من ينصح الحكام ويبحث عن طريقة للحفاظ على حقوق اللاعبين، فهو ليس قطعاً حسن زهران، وبالتالي فإن ما قاله عن استخدام الحكام لـ «الانستجرام» للاطلاع على الحالات التحكيمية لا يمكن تصوره إلا باعتباره تهكماً، خاصة وقد صدر عن لاعب على غيره أن يتحسبوا منه، بالنظر لأرقامه القياسية في المخالفات. أحياناً يكون الاعتذار أول الطريق للعودة والمراجعة، ولكن لا يبدو للآن أن زهران يفكر في ذلك.. ربما هو عازم على المضي في أرقامه القياسية حتى النهاية، لكن الخوف كل الخوف أن ينفد الرصيد، قبل أن يحقق ما يريد. كلمة أخيرة: لا يجب أن تبرع في كل شيء.. والأهم ألا تخفق في كل شيء