حسناً، خطا اتحاد كرة القدم الخطوة التي كان عليه أن يتخذها منذ بداية تطبيق الاحتراف، وألا نهرول تجاهه ليسبق غيره من دول الجوار، دون دراسة وافية لمستقبل الاحتراف الذي اهتزت أركانه بتسابق الأندية للتعاقدات باهظة التكاليف بتشجيع من وكلاء اللاعبين، وأولياء أمورهم الذين وجدوا ضالتهم في تنافس الأندية في التعاقدات الخيالية، وقلة المعروض وترويج الإشاعات برغبة بعض الأندية الخارجية، في التعاقد مع بعضهم والتي يتضح بعد ذلك عدم صحتها. ولأن الأمر خرج عن السيطرة بحجة تبعية رقابتها المالية للمجالس الرياضية، أصبح الاتحاد مكتوف الأيدي، إلى أن وقع «الفأس في الرأس» وعجزت الأندية عن الإيفاء بالتزاماتها مع لاعبيها، بعد أن تجاوزت العقود الخفية قدراتها المادية، وتدفق بعض اللاعبين إلى المحاكم لمقاضاة الأندية أمام عجزها عن سداد الرواتب الشهرية، وتأخرها ودق ناقوس الخطر لعواقب لا يحمد عقباها، بتدخل الفيفا ومعاقبة الأندية والاتحاد وحرمانها من المشاركات الخارجية. وشدد مروان بن غليطة رئيس الاتحاد على تطبيق الحوكمة المالية بكل حزم، بتعاون الأندية والمجالس الرياضية باعتبار دورها محورياً، إضافة إلى سواسية الأندية أمام اللجنة المشكلة والمكلفة بدراسة ملفات الأندية لتصحيح المسار. وحذر إبراهيم عبدالملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب من تفاقم الأزمة المالية لمعظم أنديتنا، التي قد تصل إلى تراكم الديون وإفلاسها بعد تأخر دفع رواتب لاعبيها وطواقمها الفنية لأشهر، ووصول نسبة الهدر إلى أكثر من 80%، فيما راهن البعض على وجود الحسابات والعقود المزدوجة.. ولتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية المحترفة، لا بد من الحزم في تنفيذ القرار فيما تردد بأن إعفاء مجلس إدارة أحد أنديتنا يعود لنفس السبب. وأذكر بأنني مع بدايات مرحلة الاحتراف التقيت أكثر من وكيل للاعبين، معظمهم أبدى تذمراً من ارتفاع الرسوم المفروضة على رخص مزاولة المهنة بين الهيئة العامة لرعاية الشباب واتحاد الكرة، والعمولة المفروضة على إجمالي العقد ولم يكن في ذلك الوقت للعقود الخفية وجود، وتعاطفت معهم وقتها ولم يدر بخلدي أنهم سيكونون جزءاً من المشكلة اليوم، بوجود العقود التي تحت الطاولة، والتي ليس لها أي سند قانوني يمكن اللاعبين من التقاضي بموجبه في المحاكم. لذلك لا بد من فرض الحوكمة بحزم حتى يختفي التلاعب، وهدر المال العام وإفلاس الأندية والعقوبات المحتملة بتصحيح الوضع القائم، وعدم التمادي في الإمعان في الظواهر السلبية للاحتراف.