بعيداً عن تخبط لجنة الحكام وتعاملها مع قضاياها التي من المفترض أنها لا تخص أشخاصاً وإنما كيانات وبعيداً عن الحطب الذي طاح ثم عاد، يبدو السؤال عن الغرامات التي وقعتها لجنة الانضباط على سبعة من عناصر اللعبة، ملحاً ومهماً وفارقاً.. حساب هذه الغرامات على من؟.. من سيدفع الـ 450 ألف درهم التي فرضتها اللجنة غرامات على ممثلين لكل أطياف اللعبة، جماهير وإداريين ومدربين ولاعبين.. هل ستدفعها الأندية نيابة عن أفرادها وحتى إن لم تدفعها، من يعوض الأندية عما لحق بها من عقوبات بسبب أفعال صدرت عن منتسبين إليها؟. أحكام الانضباط بشكل أو بآخر هي شبيهة بأحكام القضاء وهي عقوبات تتخذ إزاء خروج عن النص وتجاوز قل أو صغر والعقوبة حتى وإن كانت غرامة أو إيقافاً تبقى نقطة سوداء حالها كحال البطاقة الصفراء أو الحمراء في الملعب وقد تكلف النادي فقدان جهد لاعبه أو مدربه لبعض الوقت وهي إن زادت عناوين لحالة انفلات، سواء كان انفلات أعصاب أو لسان أو « كوع» أو قدم إذا ما تعلق الأمر بلعبة خشنة في الملعب، وهي تصرفات لابد وأن يحاسب عليها مرتكبوها وليس النادي إلا إذا كان الأخير هو من أوعز وحث على تلك التصرفات. كثير أن يعاقب سبعة في جولة وأن يكلفوا أنديتهم هذا المبلغ الكبير وكثير على كرة الإمارات أن يبدو كل من فيها تقريباً غير منضبطين وهو أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام. أفهم ضرورة أن يدفع النادي فاتورة جمهوره فهو بحاجة إليه وربما الحماس الزائد هو ما دفع جمهوراً تحمل مشقة الذهاب الى الملعب في وقت تشكو فيه الملاعب من الهجران، يبدو سبباً لقبول أن يتحمل النادي تبعات عشاقه كما يتحملون هم تبعات الترحال خلفه، ولكن كيف الحال بغير الجمهور.. كيف يتحمل النادي تكاليف عصبية رئيسه أو أحد إدارييه ويدفع ثمناً باهظاً لتصريح أو تغريدة وكيف به وقد تعاقد مع مدرب بعشرات الملايين يدفعها له كل موسم، يجد فاتورة أخرى عليه أن يدفعها ولا يدري قيمتها ولا توقيتها فهي مرهونة بمزاج المدرب العام ورضاه وسخطه، وكيف له بعدما تعاقد مع لاعب بالملايين أيضا أن يدفع عنه ثمن هفواته وانفعالاته ويتحمل ابتعاد اللاعب لبعض الوقت ثمناً لتلك الانفعالات. ليس بالإمكان ضبط الإيقاع العام بالتعويل على الضمير وعلى المبادئ والمثل، فتلك القيم وقت الدفع تتوه في بحور التبريرات والتخريجات، ولذا افترض أن الأندية لديها لوائح تسد ثغرات تلك الإشكاليات، وإن لم يكن لديها فتلك مصيبة، وإن غضت الطرف عنها وواصلت دونها، فالمصيبة أعظم. كلمة أخيرة: أن يدفع غيرك ثمن أخطائك.. تلك خطيئة