كان هناك رجل يريد أن ينتحر فأوقفه عجوز طاعن بالسن وقال له: لماذا تريد أن تنتحر؟ فرد: مشكلة عائلية معقدة. فرد عليه العجوز: لا توجد مشكلة دون حل، ما هي؟ فقال الرجل: تزوجت سيدة أرملة، ولها بنت وعندما شاهدها أبي أراد أن يتزوج بنت زوجتي الأرملة فأصبح أبي زوج ابنتي! وأصبحت أنا رحماً لأبي، وعندما وضعت زوجتي صار الولد حفيد أبي، وبما أن ولدي هو أخو زوجة أبي التي هي بمثابة خالتي.. فصار ابني أيضاً خالي! لحظة من فضلكم.. لا تكملوا قراءة القصة.. كفاية! هل فهمتهم شيئاً منها، هذه هي قصة فاندرلي، ولكن بسيناريو آخر، فلجنة تدينه وأخرى تتجاهل عقوبته.. ولجنة تفك قيده وأخرى توقفه، ومباراة يخوضها معتمدة تصبح بعد أسابيع معلقة، ولجنة تعلن أنه بريء ومباح ومسموح ولجنة أخرى تقول إنه مزور ومذنب ومدلس وغشاش! القضية فيها شكويان، واحدة استئنافاً على لجنة الانضباط والأخرى طعناً في لجنة أوضاع اللاعبين، واللاعب قد يبرأ ويُعاقب في نفس الوقت، وقد يُمنع من اللعب من قبل لجنة ويُسمح له بالركض في الملاعب مرحاً من لجنة أخرى. الخلاصة: الاتحاد اتخذ قراراً بقيده وتسجيله والاستئناف تقرر حماية الاتحاد من نفسه فأوقفته.. هل فهمتم؟ أنا أصلاً لم أفهم!! النصر يريد حقوقه وهو أصلاً غامر باسمه، واللاعب في شرع الاستئناف مزور، وفِي شرع أوضاع اللاعبين تسجيله باطل.. أما الانضباط فقد قالت عنه مسبقاً إنها ليست طرفاً في القضية واليوم تعلن أن أوضاع اللاعبين لم تخطرها بمعاقبة اللاعب.. هل فهمتم؟! الاستئناف تقرر وتعاقب وتوقف وتعلق، وتقول في نفس الوقت: سنرجئ القرار الحاسم للجنة التحكيم! وكأنها تلمح أن قراراتها شكلية وتنويرية واحترازية لا أكثر. السؤال، إذا كانت هذه اللجان كلها تحت مظلة واحدة رغم استقلالية بعضها، ولو جمعناهم كلهم في مكان وسألناهم عن لون السماء لأجاب كل منهم بطريقة مختلفة، فلماذا لم يفطن اتحاد الكرة لهذا الاختلاف ولم يقم بجمعهم على طاولة واحدة ليناقشهم بشكل ودي، وبعدها يتخذ قراراً توافقياً بغلاف قانوني! فهل فكرة مثل هذه كانت تحتاج إلى رجل جهبذ ولبيت خبرة قانوني ولعالم جينات كي تنفذه حفظاً للحقوق واحترازاً لأي أزمة واحتراماً للجميع! كلمة أخيرة في القصة التي سردت بعضها في المقدمة كانت نهايتها أن الشاب لم ينتحر، بل الرجل العجوز هو من قفز من فوق الجسر وانتحر!