افتتح مسجد للإسلام الليبرالي في العاصمة الألمانية، والذي اعتبر فرصة للنقاش بشأن كيفية اندماج المسلمين في الغرب ومدى تفاعلهم مع قيمه، لكن هذا النقاش فتح الأعين بصفة أدق على تحكم دول وجماعات في المساجد المنتشرة في أوروبا وصناعة إسلام يعبّر عن رؤية مموّليه مثل دولة قطر وتركيا وجماعة الإخوان الذين خرج الدواعش والإرهابيون من تحت جناحهم، بالإضافة إلى فتاوى لا تستجيب لحاجة الجالية المسلمة هناك، ولهذا ظهرت لنا هذه المساجد الليبرالية لجميع المذاهب، ولا مشكلة في أن يكون الإمام أنثى، ومن دون حجاب، وغيرها من الأمور كنوع من التمرد على الأفعال التي قام بها الدواعش حول العالم من ذبح وقتل وسبي للنساء، أرهبت العالم، ولم يظهر أحد منا يخاطب العالم الغربي بطريقتهم عن الإسلام، لهذا قام بعض المسلمين هناك مع بعض المفكرين «بخلق منظومة إسلامية جديدة» تحظى بالدعم في ألمانيا وبقية أوروبا، لأنهم يشاهدون كيف أن الإسلام ينتشر بينهم بشكل سريع، ولا يستطيعون التصدي له، لهذا تم «التأقلم معه والتعامل معه وفق المنهاج الغربي»، فأين مشايخنا عن هذه الأمور؟ وأمس تم افتتاح مسجد ثانٍ، وقريباً افتتاح ثالث والمشروع مستمر. فلماذا حدث هذا؟ لأننا مشغولون في صراع تصنيفي «كأننا معرفون قبائل» بين المسلمين، فنقول هذا صوفي وهذا أباضي وهذا وهابي وغيرها (فتفرقنا فضعفت قوتنا»، فخرج لنا جيل جديد يريد أن يكون مسلماً، ولكن ليس بالأسلوب الداعشي، ولم يوجد علماؤنا ومشايخنا لشغل هذا الفراغ، ولم يتحركوا بتصحيح وتوضيح والشرح للعالم وليس فقط في مساجدهم وبين طلابهم، فظهر لنا إسلام «مودرن» بفكر مختلف لماذا؟ لأن بعضنا تشدد في الدين وجعله صعباً، بالإضافة إلى كثرة التحريم والتكفير، ولم نجز أموراً كثيرة حديثة لأننا لم نفهمها في وقتها مثل تحريم السيارة والهاتف والإذاعة، وبعدها حللناها حينما استخدمناها، للأسف بعض مشايخنا لم يواكبوا التطور والعلم الحديث، فتجاوزهم العالم، ومن هنا خرج لنا الدواعش بالذبح، ويخرج لنا الآن مسلمون «المودرن» في أوروبا وفق المنظومة الجديدة، والتي قد يكون فيها أخطاء، ولكن في تصورهم فيها أمور حديثة تواكب العصر الحديث.
عدد اليوم
