قال تعالى: ?وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى?? يقول البعض إنه نجم الثريا الذي بلغ إعجاب العرب بجماله فأسموه «النجم». ويذكرنا صاحب اللسان بأن الثريا تصغيرٌ لكلمة «ثروي» وهي المنزل الثالث من منازل القمر، فقد خصص العرب لسفر القمر في السماء ثمانٍ وعشرين منزلة، وسمعت الأولين يقولون عنها: «إذا طلعت الثريا اشتد الحر ويبس العشب، والضربة تعلم في الينب (أي يكون لها أثر)»، يبين لنا أن طلوع الثريا هو بداية القيض. أما نجم سهيل فقد نُعت بـ«البشير اليماني» و«سهيل اليماني» و«نجم اليمن»، فهو يطلع من الجهة الجنوبية، ويشير إلى اليمن، ويقول المهندس صخر عبدالله، بأنه يقابل النجم القطبي «الياه» النجم الذي يدل على الشمال، وسهيل عندما يكون في موسمه يشير إلى اتجاه الجنوب. وعلى خلاف الثريا عندما يطلع سهيل يبرد الماء، وقيل: الصيف أوله طلوع الثريا وآخره طلوع سهيل، وخلال موسم سهيل ينكسر الحر مهدداً فصل الصيف بالانتهاء، وتطال يده أوراق الشجر، فتذبل وتسقط، فيكون فصل الخريف. وقد قَـسَمَ الفلكيون العرب القبة الفلكية إلى نصفين؛ فنسبوا النجوم التي في النصف الشمالي بأنها شاميّة، ونجوم النصف الجنوبي بأنها يمانيّة، فأصبحت الثريّا من النجوم الشّاميّة بينما نُسِبَ نجم سهيل إلى النجوم اليمانيّة. والثريّا لا تتعرّض إلا في الربيع، حيث يطيب المناخ. وبنات نعش هي مجموعة نجوم «الدب الكبير»، ولهن قصة لا تنساها الذاكرة العربية؛ يقولون إن نعش كان لديه سبع بنات، قام سهيل بقتله، فأقسمن بناته أن لا يُدفن حتى يأخذن بثأره من سهيل. وعندما علم سهيل بذلك هرب إلى الجنوب الشرقي، إلا أن بنات نعش انقسمن إلى قسمين، أربع منهن حملن الـ«نعش»، بينما سارت خلفهن الثلاث الأخريات، فتكون الأولى حبلى والثانية برفقة طفلٍ صغير، بينما كانت ثالثتهن عرجاء ومتأنية في مشيتها. وما زلن بلا راحة أو سكينة في أعقاب سهيل، ولم ينتقمن لوالدهن أو يدفنّه أو يدركن من الحياة شيئاً. وقد تذكرت والدتي-رحمها الله- وهي تقول «بعد الثريا عن بنات نعش» وهي مسافة تقدرها حكمة فكر وقول حق وتصرف إنسان.. وقبل قليل صدحت نوال بأغنية «تدري أنا وياك قصتنا مثل شمس وقمر.. من أول الوقت حتى آخره ما يلتقون كلا يدور صاحبه وبحكم القدر يشرق تبيه.. يغرب يبيها وفي السماء يتخالفون...» فقلت في خاطري «المعرفة في متناول يدينا ولكن هل كل من يحمل هاتفاً ذكياً يوظفه للرقي بآدمية الإنسان؟!»