المذمة لا تأتي إلا من ناقص، الكامل لا بد له من حساد. هكذا هي الحياة، وهكذا هم أصحاب الشيم، وأصحاب القيم، وأصحاب القمم، إنهم كالشموس، تنظر إليهم العيون فتنكسر الجباه مغضنة، عابسة، لأن الشعاع، مبهر، والجلال يصيب بالذعر. الصغار دوماً يخافون الكبار، فيهزمهم الوقار. اليوم نشهد ما تشيب له الولدان، من تصرف إعلامي قطري لا يمت بصلة إلى كرامة الكلمة، ولا ينتمي إلى شيء اسمه الإدراك للمعنى والمدلول. نحن فعلاً اليوم في زمن تتناثر فيه الفقاعات، ويزدحم الزبد، فلا يذهب جفاءً، وإنما يغشى السواحل بالأذى، فيخالف ما تنتجه الطبيعة من جمال لأجل أن تعيش الإنسانية، في وئام وانسجام. ما يحدث في الإعلام القطري هو شيء من الغوغائية، في الطرح، وشيء من العبثية، في التناول، وشيء من العشوائية في التعاطي، مع القضايا. الإعلام يعرف جيداً، بيت الداء، ويعرف أين تقع المشكلة، ويعرف لماذا تقاطع بلاده، ولو كان هذا الإعلام وطنياً بحق، ويحب قطر، لترفع عن الترهات ووجه النصيحة المخلصة لمن تسببوا في هذا الشرخ، ومن وضعوا معول الهدم في البناء الخليجي، ومن تحالفوا مع الشر، لمنع وصول الخير إلى الناس، وإلى بلادهم. نحب قطر ونحن شعبها، ولكننا نكره من يقف ضد سلام الإنسانية، ومن يزرع الشوك في طريق التكاتف الخليجي، نكره الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الأمة، وصاروا يدبلجون، قيم الحقد والكراهية، ويرمون كل قذاراتهم، في أنهار السعادة لكي يمرروا من خلالها، سوءاتهم، وسيئاتهم، ومساوئهم، لأنهم حالمون، ولا يحلمون إلى بدمار العالم، ولأنهم واهمون، ولا يتوهمون إلى بالسيطرة على العالم، وكيف تستطيع نملة أن تطوق جبلاً. إذاً نقول لهم الأشجار الوارفة، لا تسقطها قصاصات ورق تالفة، فهذا محمد بن زايد، هذا النقي من نقاوة النسل النبيل، هذا الصافي من صفاء الإرث الأصيل، هذا القادم من التاريخ العريق ليهدي التاريخ قيم الشموخ، وشيم الرسوخ، ومعنى أن تكون ابن زايد الخير، وانتماءك، لوطن شيد بنيانه خليفة العطاء. نتمنى أن يتخلى الإعلام القطري عن فكرة أنا ومن بعدي الطوفان، وأن يفكر بقطر على أقل تقدير، لأن ما يقوم به من بث السموم، لن يصيب أحداً إلا بلده، أما الآخرون فهم محصنون بقيمهم، ومبادئهم ولن، تستفزهم زوابع الفناجين المحطمة. محمد بن زايد هو هكذا في الزيادة وفيض القيم، هو هكذا في الجلال بحراً، وفي الكمال نهراً، وعطاؤه للإنسانية لن يكف، ولن يجف، رغم أنف الحاقدين، والذين في عيونهم قذى.