«على السكة» برنامج من قناة أبوظبي الرياضية يقدمه الزميل المتألق منذر المزكي حظي بتقدير كبير جداً يضيف لرصيده المهني والجماهيري بعد أن استطاع رسم الابتسامة من جديد في أسرة مصرية كانت في حالة من الكرب، تقف عاجزة لضيق ذات اليد أمام خطر يتهدد حياة صغيرتها رميساءْ التي تعاني عيباً خلقياً.
مقدم البرنامج الذي خرج لتصوير حلقة عن «التوك توك» وسيلة المواصلات الشعبية في مصر في إطار تغطيته للبطولة العربية بمدينة الإسكندرية، وجد نفسه أمام حالة إنسانية وأب مهموم يعد نموذجاً للأب المصري وعزة النفس، فما كان منه إلا أن جند فريق البرنامج، لتفريج هم الرجل الذي لم يتركوه إلا بعد أن نفضوا عنه ثقل تلك الأعباء وأسعدوه، وهو يشاهد صغيرته ذات الأحد عشر شهراَ تغادر غرفة العمليات بعد نجاح عملية جراحية كبيرة حالت ظروفه المادية دون إجرائها في الموعد المقرر لها عندما كانت في الشهر الثالث من عمرها.
لم تكن هذه المرة الأولى للزميل المزكي في ميادين العمل الخيري، إلا أن طفلة الإسكندرية - كما أسماها الإعلام المصري- حالة خاصة حظيت بمتابعة واسعة، وكانت لها أصداؤها الكبيرة جداً لدى الرأي العام في مصر والإمارات، ولدى كل من سمع وتابع القصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أجمعوا على أن مثل هذه المبادرة واللفتة الإنسانية والأخوية ليست بجديدة أو غريبة على «عيال زايد»، فإسعاد الآخرين وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم تخصص وصناعة إماراتية، وتمتد أيادي الخير من بلاد زايد الخير إلى كل مكان، وحيثما يوجد محتاج أو منكوب. يعالجون المريض وينفسون كربة المكروب ويغيثون من توالت وتكالبت عليه نوائب الدهر.
مبادرة هي امتداد لمنظومة قيم يحرص من خلالها أبناء الإمارات على حسن تمثيل بلادهم، والتعبير عن وقوفهم إلى جانب اشقائهم في كل مكان، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمصر وشعبها العظيم، وتربوا على أن الوقوف مع مصر هو رد لجميل مصر الذي يطوق أعناق الجميع. مصر العظيمة بتاريخها وحضارتها وشعبها التي توهم بعض الأقزام قدرتهم على تركيعها لصالح تنظيم مأفون وجماعة متاجرة بالدين.
التفاعل الشعبي الواسع مع تلك اللفتة الراقية، كان من صور الاعتزاز بأن «المحروسة» تنهض من جديد
«على السكة» التي اختارت، فشكراً للمزكي وجنوده المجهولين.

ali.alamodi@alittihad.ae