بعيداً عن السياسة وفي صلب البعد الإنساني تقف «مؤسسة القلب الكبير» موقف النبع الصافي لإرواء من ظمئوا تحت العصف والخسف والكسف.. وليس غريباً على أبناء الإمارات، أن يكونوا دوماً عند مطلب الشفاه الجافة ليرقرقوا الريق.. ويطفئوا الحريق وينقذوا الغريق ويعينوا الشقيق ويسعفوا الصديق إيماناً من أن الإنسان هو الحقيقة ولا حقيقة غير وعيه بأهمية التضامن ورفع الضيم عن الملهوف والمكلوف والمشفوف، وليس أكثر من أطفال حلب تعباً وسغباً، هؤلاء الذين دمرت وجدانهم الحرب الظالمة وسرقت طفولتهم الأطماع والجشع البشري وأبادت مستقبلهم الحيل الغادرة وما يديره شيطان البطش والاستلاب. «مؤسسة القلب الكبير» بقيادة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أخذت على عاتقها القرار الإنساني السامي لدعم هؤلاء المغبونين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح ومشاعر، وهذا هو الإيمان الراسخ في ذهن كل إماراتي تربى على الحب والتكافل والوقوف مع المغلوب لنصرته ضد الظلم والظلام.. إطلاق «قلوب دافئة» دعوة صريحة، ونداء نابع من قلب بحجم المعاناة الإنسانية لكي تتضافر الجهود وتتداعى الضمائر وتقديم ما يمكن تقديمه لأداء الواجب تجاه شعب يستحق منا كل الدعم والمساندة والعون وإرواء ظمئه وإشباع جوعه وتضميد جراحه لعلنا نستطيع أن نقشع الغيمة ونرفع الغمة ونضيء النجمة وننشر النعمة في ربوع بلد عزيزة على نفوسنا وشعبها امتداد طبيعي لجذورنا الجغرافية والتاريخية. فهذه هي الإمارات دائماً، في قلب المشهد الإنساني دائماً، في صلب التلاحم الإنساني من أجل إنسانية متعافية من الأدران والأشجان الحزينة، من أجل حضارة تمتد إلى الأفق ولا تمتد في النفق المظلم.. من أجل سوريا عربية إسلامية قوية لا تخربها حروب ولا تتسرب إليها كروب، من أجل سوريا السومرية التدمرية بتاريخها وحضارتها التي أنارت سماء العالم عندما كانت سوريا تبدأ بالإنسان ثقافة وعلماً، ذاهبة إلى العالمية بحروفها الأبجدية، منتقية من دجلة التاريخ الصفاء والوفاء والانتماء إلى البشرية من دون تطرف أو تجديف أو تجريف أو تحريف.. سوريا الأيقونة والسيمفونية نتمنى لها أن تشفى من سلبية الأخطار وتحقق خلاصها لينعم هذا الطفل المشتاق إلى حقيبة مدرسية ملأى بالكتب وليس إلى حقيبة تختزن الموت والعدمية.. نتمنى والأمنيات كثر.