الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحب طريق السعادة

9 أغسطس 2017 20:34
خلق الله الإنسان لكي يعمر الأرض ويعيش بسلام مع الآخرين، وقبل ذلك مع ذاته، وخلق الله لنا نعمة العقل، ووضع لنا السعادة في كل مكان، ولكن أمرنا بأن نبحث عنها، وأن نحققها بأفعالنا الإيجابية.. منحنا العقل والتفكير حتى لا نعيش في جو مليء بالحزن والكآبة، بل لكي نرسم بعقولنا، ونبحث عن طريق السعادة والأمان بالحب والود وكسب الآخرين ونشر المحبة بيننا. يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، في حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. نعترف بأن الحياة لا تخلو من المشاكل والصعوبات والتحديات، وليست جنة خيالية يرسمها الإنسان، لأن ضغوط الحياة ومتطلباتها لا تخلو من المشاكل التي تفرض علينا سواء بإرادتنا أو غير ذلك، ولكن هذا هو الواقع، وهذا هو القدر ويجب أن نؤمن به. وهذا لا يمنع من أن تنبض الحياة و ينبض الحب في قلب كل واحد منا مهما كانت الظروف، ويجب أن يختبر كل واحد منا الحب على حقيقته، وأن يكون التسامح والتفاؤل هو شعارنا، وأن لا نفكر بنظرة تشاؤمية مخيفة فتسرق منا أجمل اللحظات.. ولا شك في أن لكل إنسان متطلبات لكي يعيش وينمو ويعمر الأرض، وعندما نعيش حياتنا بكل إيجابية، ونقول نعم لإنسانيتنا، في ذلك الوقت سننخرط في الحب الكامل أي الحب الحقيقي، وستكون نفوسنا صافية، ونلهم بعضنا البعض طاقة إيجابية تزيدنا محبة وتفاؤل. نعم هناك أوقات نشعر فيها بالفراغ واليأس، وكثير منا قد مر بهذا الإحساس، إذ لا وجود لحياة كلها سعادة، قد نفقد شخصاً ما عزيزاً علينا، أو نفشل في تحقيق حلم ما، عندها تشعر بأنك بحاجة لمن يواسيك، لمن ينتشلك من الحزن.. ولكن حينما نرى أن صديقنا أو الذي نحبه لا يسأل عنا في وقت الشدة سنشعر باليأس والضياع.. فهنا في هذه اللحظة يجب علينا أن نكتشف حب الله في حياتنا، فإذا لم نكتشف هذا الحب فسنكون في حالة يأس. وحتى يكون الإنسان محبوباً يجب أن يحترم ذاته، ويجب علينا أن نقبل بذواتنا بغض النظر عما فينا من الضعف من تحقيق كل الأهداف التي نصبو إليها، وعندما نحب يجب أن لا نفكر بامتلاك الآخر مثل سلعة نشتريها، كلا فالحب يجب أن يكون سبيلا لتحرير الآخر لا إلى تكبيله بسلاسل.. فالحب طريق السعادة، لأننا وببساطة نتعرف أكثر إلى حقيقة ذواتنا، ونتعلم كيف نقبل بفرح ما نحن عليه. نورة حسين الحمادي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©