الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمز يستعصي على النسيان

رمز يستعصي على النسيان
9 أغسطس 2017 20:34
جاء إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2018 «عام زايد»، والذي يصادف الذكرى المئوية لمولد الشيخ زايد ليكون مناسبة وطنية، والذي يتزامن أيضاً مع ذكرى يوم جلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 6 أغسطس عام 1966 عندما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، ليكون بمثابة تكريم وتقدير من أبناء هذه الأمة للإنجازات الحضارية الكبرى والمواقف الإنسانية والقيادية الرائدة التي قدمها القائد المؤسس، والتي كان لها دور محوري في بناء صرح الاتحاد، وإرساء قواعد دولة عصرية متطورة. مبادرة صاحب السمو رئيس الدولة صادفت صدق المشاعر لدى أبناء الإمارات ومحبتهم لرمز الخير والعطاء والحكمة، باعتبارها فرصة متجددة لإبراز دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة، وإنجازاتها ومكانتها، فضلاً عن تقدير شخصه، رحمه الله، وما جسَّده من مبادئ وقيم مثلت، ولا تزال، الأساس الصلب لنهضة الإمارات، والتعبير عما يكنه له شعبه من حب ووفاء، باعتباره رمزاً للوطنية وحب الوطن يستعصي على النسيان. فقد عمد الشيخ زايد منذ توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي إلى إرساء دعائم الاتحاد وتكريس نهج الوحدة ودفع مسيرة العمل الوطني، في إطار قناعاته الراسخة بأهمية الإنسان ودوره في دعم مسيرة التنمية به ومن أجله. ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة أبوظبي في القلعة الداخلية لقصر الحصن، وقد سمي على اسم جده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان والذي حكم إمارة أبوظبي منذ عام 1855 وحتى عام 1909، الذي يعرفه الناس باسم زايد الأول، وقد شغف الشيخ زايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية، وأحب الشعر الذي كان أقرب في حكمته ومغزاه إلى ذاته، وتعلم في الصحراء الشجاعة والفروسية وقوة الإرادة. وانعكست نشأته في مدينة العين ومحيطها الصحراوي عليه لتشكل منه شخصية مرموقة تتسم بالانشراح وسعة الصدر ونفاذ البصيرة والحكمة. وتولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، وبفضل تلك التوجهات فقد افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية، كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومشفى طبي، ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه، وجعلها على ندرتها متوافرة للجميع، إضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية. كان الشيخ زايد نموذجاً للحاكم العربي الأصيل، ونصيراً لتوحيد كلمة العرب والقيادات العربية، ولم يدخل يوماً في صراع أو خلاف مع أحد، وبفطرته كان مسانداً لكل الدول العربية والآسيوية والأفريقية، ليصبح قدوة ليس لشعبه فقط، بل قدوة للعالم العربي بأسره؛ لذلك استمرت سيرته بين الشعوب العربية التي تنظر بإعجاب واحترام لإنجازات الدولة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد وسارت على دربه القيادة الرشيدة، وطن ينافس في الصدارة عالمياً، وشعب طموح يستلهم من قيادته معاني التضحية والعطاء وتحقيق المستحيل، لتصبح الإمارات دولة يشار إليها بالبنان في سنوات معدودة، وتنافس أكبر الدول المتقدمة في العالم. حقاً أنها مسيرة عظيمة من النجاحات المتعددة في المجالات كافة، حيث الازدهار الاقتصادي وتشييد المدن الجميلة والمنظمة، وشبكات الطرق والاتصالات الحديثة والمطارات والموانئ، وفق أرقى المعايير العالمية، وكذلك البيئة الخضراء، والنظام التعليمي الحديث ومنظومة صحية متطورة لمواكبة العصر ومتطلبات القرن. فالحضارة الإنسانية تقاس بإنجازات الشعوب لا بعمر الأمم؛ لذلك نجح الشيخ زايد في أن يضع الإمارات في الطريق الصحيح وتحقيق النهضة الكبرى، حتى أضحت الإمارات الآن من بين أفضل حكومات العالم وأكثر الشعوب رفاهية وسعادة. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©