محمد حامد (دبي)
بعد مرور 60 عاماً ظهرت وثائق جديدة تم العثور عليها في أحد مكاتب استاد مونومنتال معقل فريق ريفر بليت الأرجنتيني، تؤكد أن أسطورة الريال ألفريدو دي ستيفانو كان في طريقه إلى الغريم التاريخي برشلونة، وقام النادي الكتالوني بدفع 200 ألف بيزو، وهو ما يعادل 110 آلاف دولار في الوقت الراهن، للحصول على خدمات اللاعب الموهوب، ووافق ريفر بلات ودي ستيفانو على العرض، بل قاما بتوقيع العقد.
قصة الصفقة التي غيرت مجرى تاريخ كرة القدم تبدو مثيرة في فصولها وتفاصيلها، فقد تدخل ريال مدريد بقيادة رئيسه سنتياجو برنابيو لخطف دي ستيفانو، حيث قام بإبرام اتفاق مع فريق ميلوناريوس الكولومبي الذي كان يلعب له النجم الأرجنتيني في هذا الوقت، ورفض الاتحاد الإسباني اعتماد عقد برشلونة مع دي ستيفانو، على اعتبار أنه يلعب للنادي الكولومبي.
وعلى الرغم من موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» على عقد البارسا، باعتبار ريفر بلات هو الذي يملك حق التصرف في اللاعب، فإن هذه الصراعات أسفرت في النهاية عن رحيله إلى الفريق الملكي، ليصنع معه مجداً كروياً كبيراً، فهو الرمز التاريخي للريال والذي خاض معه 11 موسماً بين عامي 1953 و1964 حصل خلالها على 15 بطولة، أهمها خماسية دوري الأبطال «بطولة أوروبا» و8 ألقاب للدوري الإسباني، كما أنه أحد أبرز الهدافين في تاريخ الريال والليجا، فقد شارك في 396 مباراة محرزاً 308 أهداف، ورحل عن عالمنا في صيف 2014 عن عمر ناهز 88 عاماً.
في المقابل، تلقت إدارة البارسا انتقادات حادة بعد التفريط في دي ستيفانو، خاصة بعد أن ظهر تألقه مع الريال، فقد تهاونت إدارة برشلونة في الدفاع عن حقها في النجم الأسطوري بداعي عدم ممارسة الضغط على أي لاعب لا يريد ارتداء قميص البارسا، فقد وافق دي ستيفانو على الرحيل إلى الريال، ضارباً اتفاقه مع برشلونة عرض الحائط. ويبدو أن فارق الكفاءة الإدارية بين الريال وبرشلونة، والتي تصب في مصلحة النادي الملكي، هي التي صنعت الفارق التاريخي بين الناديين لمصلحة المدريدي، بداية من التفريط في دي ستيفانو، مروراً برحيل لويس فيجو، ووصولاً إلى وضع شرط جزائي هزيل في عقد نيمار، مقارنة بالشروط الجزائية التي يفرضها الريال على نجومه، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وغيره من النجوم.
عدد اليوم
