بالتأكيد سوف يكون عاماً حافلاً وثرياً ومرشداً إلى أبواب رائعة وجميلة منحها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أرض الإمارات، بوابات واسعة ونوافذ ما كانت سوف تفتح وتفرج لولا أن الحلم كان كبيراً بأن يكون للإمارات مكانة كبيرة أيضاً في محيطها الخليجي والعربي والعالمي، دائماً البداية من ذاتك ومحيطك وأرضك، وعندما تعمر الأرض ويدعم الناس بأن ينتموا إلى البيئة المحلية وينهضون بها وبناسها تكون النوافذ والبوابات مشرعة ومشرقة لحياة جديدة وعزم قوي نحو إعمار الدار أولاً، وبناء السد المكين الذي يحمي البذور والزرع الذي يتم غرسه للمستقبل، ولا يفعل ذلك غير المحب لأرضه وناسه وبلده، ولنتأمل ماذا فعل هذا الوالد الراعي لمستقبل الإمارات وعزتها وصعودها نحو البناء والعمل والازدهار، إن فكرة الاهتمام بالشجرة والزراعة وتحويل الصحراء الجرداء التي شك الكثير من الذين وفدوا إليها من مستشارين وخبراء في إمكانية الزراعة والإنتاج الزراعي في أرض صحراوية قليلة الماء، ولكن زايد الخير كان يرى ويحلم بأن الاخضرار والزراعة هي مستقبل البلد وثروته الدفينة والتي لا بد أن يتم التنقيب عنها بالطرق كافة، وأن الأصوات المحبطة لا مكان لها في فكره ورؤيته الحالمة، كان جازماً أن تجربته بالبدء في التشجير وزراعة النخيل هي السند القوي للحياة والثروة الدائمة التي تضمن مستقبل البلد، وعندما ننظر للحاضر اليوم في باب الزراعة والإنتاج الزراعي، نجد أن الإمارات قفزت مسافات بعيدة مقارنة بمنطقة الخليج العربي وحتى بعض الدول العربية، ظهرت مساحات كبيرة من غابات النخيل على مستوى المدن، خاصة في المناطق الداخلية والواحات وتوسعت المزارع والبساتين، وظهرت أيضاً الشركات التي تهتم بالمنتوج الزراعي وكبرت المصانع وجودت من إنتاجها وعلى الخصوص منتوجات التمور، والتي أصبحت متوفرة في أسواق الإمارات وبمختلف الأنواع والأشكال، بل أن الكثير من صناعات التمور الفاخرة تصدر إلى مناطق وبلدان أخرى، وأصبح المزارع يفتخر بإنتاجه ويسعد لاهتمام الدولة بالثروة الزراعية والإنتاج الزراعي، كان البدء زايد وحبه للشجرة والأرض الخضراء والزراعة والتشجير، واليوم زرعه وحلمه بالاخضرار والنخيل والشجرة أي كان نوعها هي عنوان الإمارات وزهوها وفرحها عبر مهرجانات هي الأروع والأجمل والأهم، الزراعة وإنتاجها، هي الكف الخضراء المبشرة بالنمو والازدهار.. ثم يأتي باب آخر رسخ وجوده المغفور له الشيخ زايد، وهو التراث والموروث وتاريخ الإمارات، الوصية المهمة التي قدمها للأجيال بأن عليهم بتاريخهم الثقافي وإرث أجدادهم وآبائهم عبر التمسك بالأرض والتراث والمحافظة عليه، دعم هذا الاتجاه بقوة وشجع عليه حتى ظهرت روح الاهتمام بالماضي الجميل والتراث، وكانت سنداً قوياً الآن في ظل هذا التغريب والتحول والهدم الذي يطال الأوطان العربية وانسلاخها عن الماضي.