من حسنات «تويتر»، أنه يطلعك على ما فاتك عبر وسائل الإعلام التقليدية، لهذا توقفت عند «ريتويت» لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، لتغريدة شاب اسمه أحمد العثماني، حملت هذه الكلمات وفيديو طويلاً... الكلمات تقول: إعلامي إماراتي نزل الشارع لتغطية البطولة العربية، فصادف شخصاً مهموماً بسبب مرض ابنته فحول همه إلى سعادة. أما الفيديو الذي تجاوز الثماني دقائق فتابعته، وهو الذي احتوى تقريراً رائعاً بمعانٍ كثيرة من قبل الزميل منذر المزكي موفد قناة أبوظبي الرياضية إلى الإسكندرية، حيث يعد تقارير من الشارع المصري، وإذا به يصدف رجلاً كان يركب «التوك توك»، وكان منذر يريد أن يتحدث معه عن البطولة العربية، ويسأله هل هو أهلاوي أم زملكاوي، ولكن الرجل قال إن عقله وباله ليسا مع الرياضة حالياً، وبعد إلحاح منذر على الرجل، ليعرف الأسباب تبين أن ابنته الصغيرة، وعمرها 11 شهراً مريضة، وخضعت لعمليات جراحية، وكان من المفروض أن تخضع لعملية، منذ كان عمرها ستة أشهر، ولكن ضيق ذات اليد منعه من إجراء العملية. منذر حاول أن يعرض على الرجل مساعدة، ولكن الرجل رفض وبشدة، وبحسه الصحفي الذكي لحق زميلنا والد الطفلة إلى حارته، وأصر وألح عليه أن يزوره في بيته، وبالفعل ذهب معه، وظل وراءه حتى وافق الرجل أخيراً على أن تسهم الإمارات في علاج ابنته التي دعاها منذر، ابنتنا وليست ابنة مصر فقط. قلت في بداية المقالة، إن الموضوع يحمل أكثر من معنى، وأول المعاني أن الإعلام رسالة، وليس مجرد نقل للواقع أو للخبر، وأنا أتحدث عن الإعلام المسؤول والواعي، وليس الإعلام الأصفر والباحث عن الإثارة الرخيصة والمبتذلة. وثاني المعاني أن البرامج أو التغطيات الرياضية، يجب أن لا تكون فقط حصرية على أخبار اللاعبين والمدربين وخطط وتكتيكات المباريات وردود الفعل عليها، بل هي لكل الناس، وهو ما أحاول أن أقدمه في صدى الملاعب منذ 11 سنة. ومن أهم معاني هذا التقرير أننا كعرب نبض واحد، لهذا لم أستغرب لهفة منذر لشخص لا يعرفه، ولأنه ابن الإمارات التي أعلنت عام 2017 عاماً للخير، لهذا بادر لمساعدة، دون أن يعود لأحد؛ لأنه يعرف أن الجميع سيشدون على يديه. ومن أبرز معاني التقرير هو الحس الصحفي الذي يجب أن يتمتع به كل من يحمل الميكروفون ويتجول باحثاً عن تقرير يبقى في الذاكرة، ويترك أثراً لدى الناس، وليس مجرد «كلام فاضي» لا يقدم ولا يؤخر.