انفض سامر البطولة العربية للأندية التي استضافتها مصر على مدار أسبوعين حافلين بالندية والمفاجآت، وباحت البطولة بكل أسرارها أمس، من خلال «النهائي العادل» بين الفيصلي الأردني، ممثلاً لعرب آسيا، والترجي التونسي، ممثلاً لعرب أفريقيا، بينما اكتفى «الزمهلاوية» أصحاب الأرض والجمهور بمتابعة النهائي من مقاعد المتفرجين. وعدالة النهائي تجسدت من خلال الانحياز لأفضل وأنجح فريقين بالبطولة، حيث تأهل الفيصلي والترجي بـ «العلامة الكاملة»، عبر فوز الفيصلي للمرة الثانية على الأهلي نادي القرن الأفريقي، وتأهل الترجي على حساب الفتح الرباطي بعد مباراة ملونة! ورغم قناعتنا بنجاح البطولة تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً وكذلك فنياً، بفضل مفاجآت الفيصلي «قاهر الأهلي» والعهد اللبناني «قاهر الزمالك»، إلا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لو توافرت للبطولة العناصر التالية: أولاً: التوقيت المناسب، لأن إقامة «العرس العربي»، في هذا التوقيت، حال دون مشاركة بعض الفرق بالتشكيلة الأساسية، وهو ما يجب مراعاته مستقبلاً، إذا ما أردنا الارتقاء بالمستوى الفني للبطولة. ثانياً: ما الذي يمنع مستقبلاً أن تضم البطولة 16 فريقاً، على أن يتأهل أول كل مجموعة، دون أن نشغل أنفسنا بأفضل فريق في المركز الثاني، خاصة أن البطولة الحالية غابت عنها فرق تمثل دولاً عربية عديدة. ثالثاً: معالجة إشكالية التحكيم الذي كان «الحلقة الأضعف» في البطولة، جراء الأخطاء الفادحة لمساعدي الحكام، ولولا أن بعض الفرق التي تعرضت لظلم فادح، وعلى رأسها نفط الوسط العراقي، حرصت على إنجاح البطولة، لانسحبت من المشهد، كما نطالب بإسناد مهمة رئاسة اللجنة إلى حكم دولي سابق بدلاً من تكليف أحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العربي برئاستها، لأننا في عصر التخصص «واعطِ العيش لخبازه»! رابعاً: يجب على الاتحاد الآسيوي أن يحذو حذو الاتحاد الأفريقي، باعتماد العقوبات التي توقع على اللاعبين في البطولة العربية، في البطولة القارية، حتى يحرص الجميع على الالتزام وعدم الخروج عن النص. باختصار كانت إيجابيات البطولة التي طار بطلها بما يقارب 45 مليون جنيه مصري، أكثر من سلبياتها، وهذا هو المهم، ويكفي أن البطولة عادت إلى الحياة بعد 5 سنوات في غرفة الإنعاش!