مع إطلالة شهر أغسطس الجاري، بدأت دائرة الشؤون البلدية والنقل، ممثلة بإدارة «مواقف»، تطبيق نظام المواقف المدفوعة في مناطق رئيسة من «دار الزين» مدينة العين، والتي سيجد سكانها أنفسهم أنهم بحاجة لبعض الوقت لاستيعاب التغيير في حياتهم وسلوكياتهم جراء تفعيل النظام وبدء تطبيقه. بداية، نقول إن النظام يعد خطوة حضارية مهمة للغاية ونقلة متقدمة على طريق تنظيم المواقف بالمساعدة في القضاء على سوء استغلال المواقف من قبل البعض، والمساهمة في معالجة أزمة مواقف أصبحت تعانيها المدينة التي توسعت وتمددت بصورة غير مسبوقة، وهي تواكب النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد في المجالات كافة. ونحن نرحب بتفعيل نظام «مواقف» في مدينة العين، نتمنى من إدارة «مواقف» الاستفادة من دروس سنوات التطبيق في العاصمة أبوظبي، ومراجعة الأخطاء التي واكبت بدايات التنفيذ والتطبيق، والبعض من تلك الأخطاء لم يعالج حتى الآن رغم مرور كل هذه الأعوام. وفي مقدمة هذه الأمور، ذلك الوضع الرمادي ما بين أوقات المواقف المدفوعة وأوقات تصاريح السكان، وبالأخص في مناطق الأسواق والمحال التجارية والمطاعم، حيث تظل هذه الأمكنة مفتوحة لاستقبال المتسوقين والمترددين عليها حتى ساعات متأخرة من الليل، بينما سريان تصاريح السكان يبدأ من التاسعة مساء. وكذاك مسألة برمجة أجهزة التحصيل التي يفترض بها عدم قبول الرسم بعد الأوقات المدفوعة. نتمنى أن تكون الفترة المتأنية التي قضتها إدارة مواقف قبل تطبيق النظام في مدينة العين كافية لوضع خطط واقعية وتنفيذها لحل الإشكالات المترتبة على ضيق ومحدودية المواقف في المدينة، بإيجاد مواقف طابقية متعددة في المناطق المزدحمة، وتسهيل دخول القطاع الخاص للمجال على الرغم من أننا لم نشهد مشاركة فعلية ملموسة له في العاصمة، حيث تتفاقم مشكلة المواقف بسبب تأخر إنجاز مشاريع توسعة أو إنشاء مواقف جديدة، بينما يتواصل تدفق السيارات الجديدة وتتزايد أعدادها كل ساعة في مدينة كبيرة وحيوية. أخيراً، الكلمة لمفتشي ومراقبي «مواقف» الذين ندعوهم لسعة الصدر والتعامل الراقي مع الجمهور، فالمسألة ليست تحرير مخالفة، والتباهي بمن سجل أكبر عائد من المخالفات، فالنظام حضاري قبل أي اعتبار آخر، فالغاية ليست جباية أو تحقيق موارد إضافية، وإنما تنظيمية وتحقيق رسالة حضارية لمدن الإمارات كرمز للجمال والنظافة والرقي والسعادة. النظام جميل وراقٍ، وتطبيقه يفترض أن يكون أجمل وأرقى.