الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

متنزه «القرم الوطني» بأبوظبي.. استراحة الطيور المهاجرة

متنزه «القرم الوطني» بأبوظبي.. استراحة الطيور المهاجرة
4 أغسطس 2017 22:27
هالة الخياط (أبوظبي) تتمتع العاصمة أبوظبي بجميع المقومات والأماكن المتميزة التي يهتم بها محبو الطبيعة، ومنها متنزه القرم الوطني الذي يمتد على مساحة 9.9 كيلومتر مربع، ويتميز بامتداد أشجار المانجروف فيها، ويعتبر محطة تقصدها العديد من الطيور المهاجرة. ويقع متنزه القرم الوطني على الطريق الشرقي الدائري، ويعتبر أقرب غابة للقرم لمدينة أبوظبي، وافتتح المتنزه للجمهور في الأول من أكتوبر 2014، ويعد ملاذاً حقيقياً لمحبي الطبيعة والنزهات وعلماء الطيور، أو لكل من يرغب في قضاء بعض الوقت بعيدا عن الضوضاء والتمتع بالهدوء وسط الطبيعة. ويحتضن متنزه القرم الوطني حوالي 60 نوعاً من الطيور مثل بلشون الصخور «طير الشاه» والبلشون الليلي وهازجة القصب الصياحة والفلامنجو الكبير والبلشون الأبيض الصغير والبلشون الرمادي وطيطوي الرمل والعقاب الأرقط بشكل موسمي، كما أنها تدعم كائنات أخرى مثل الأسماك والمحار والإسفنج، والروبيان، وشائكات الجلد والسلطعون. وعلى الرغم من أننا في أشهر الصيف إلا أن هذا لم يمنع العديد من محبي الطبيعة من الاستمرار بزيارة المحمية وممارسة رياضة «الكياك» أو الذهاب برحلة بحرية في المتنزه، الذي يعتبر المكان الأكثر كثافة بأشجار القرم، ويستطيع زوار القرم الوطني الاستمتاع بمراقبة الطيور والقيام بنزهات بحرية متميزة وقت الغروب باستخدام قوارب «العبرة» وقوارب التجديف. وللتأكد من حفاظ المكان على الموائل الطبيعية التي يتمتع بها، أكد عيد جمعة الرميثي مدير موقع في قطاع التنوع البيولوجي في هيئة البيئة بأبوظبي، أن الهيئة تنفذ دوريات للحماية بشكل مستمر في منتزه القرم الوطني، ويقوم المراقبين البحريين بعمل جولات مستمرة في المنتزه لمراقبة الظروف البيئية ورفع مستوى الوعي حول أشجار القرم لزوار المنطقة. ولفت إلى أن الهيئة معنية بتنظيم الزيارات الرسمية إلى المتنزه كزيارات طلبة المدارس أو الباحثين، فيما الزيارات السياحية يتم تنظيمها من قبل المرشدين السياحيين المعتمدين لدى الهيئة ممن لديهم تفاصيل بشأن الاشتراطات الواجب اتباعها للحفاظ على الموائل التي تتمتع بها المنطقة، وتنظيم الزيارات دون التأثير على مكنونات المنطقة البيئية. وقال: إنه يوجد العديد من المرشدين السياحيين الذين وضعوا مجموعة من الأنشطة والبرامج الترفيهية التي يمكن اكتشافها في المتنزه، مبيناً أنه لحماية والحفاظ على أشجار القرم وموائلها، لا يقبل بدخول إلا الزوار الذين يحجزون زياراتهم من خلال مرشد سياحي معتمد، وتم الإشارة إليهم في الموقع الإلكتروني للهيئة. وأكد عيد جمعة أن الموائل في المنتزه منذ افتتاحه أمام الجمهور قبل أربع سنوات وحتى الآن لم تتأثر نظرا لالتزام الزائرين بالقواعد السلوكية الواجب تنفيذها بما يضمن سلامة الموائل الغنية والمتنوعة بالموقع. ووضعت الهيئة بالتعاون مع شركة الاستثمار والتطوير السياحي بأبوظبي لافتات تضم معلومات أساسية حول أشجار القرم، فضلاً عن القواعد السلوكية التي يجب اتباعها عند زيارة المنطقة. وعن أبرز الأوقات لزيارة المتنزه، أوضحت ميثاء الهاملي اختصاصية الفصائل البحرية المهددة بالانقراض أن ساعات الصباح الأولى أو الساعة التي تسبق غروب الشمس هي أفضل الأوقات لزيارة المتنزه، حيث يمكن متابعة الطيور التي تتجمع في المنطقة وأبرزها طائر الفلامنجو، والوز المصري والغاق السوقطري، كما يمكن التعرف على أهمية أشجار القرم بالنسبة للموائل الطبيعية في المنطقة، مبينة أن الأشهر المثلى لزيارة المحمية هي الفترة التي تشهد هجرة الطيور والتي تبدأ مع أكتوبر وحتى ديسمبر من كل عام. وعن أهمية أشجار القرم ، أكدت الهاملي أن شجرة القرم تعتبر واحدة من أكثر الأنواع المدهشة والمفيدة للبشرية. وتعمل هذه الشجرة القوية كمصدات طبيعية للرياح للحماية من المد البحري ولتنقية المياه المحيطة بها، وهي فعالة جداً في تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون، وبذلك تساهم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري ومن اللافت أنه كلما كانت شجرة القرم أكبر عمراً كانت أكثر فعالية في عزل ثاني أكسيد الكربون، كما أن الشجرة مهمة باعتبارها تعتبر حاضنة ليرقات الأسماك، كما أنها أعشاش للطيور. ومن الطيور التي توجد في متنزه القرم الوطني طائر بلشون الصخور، الذي يتكاثر في الفترة من أبريل إلى يوليو، وطائر الفلامنجو والوز المصري، وبعض الأنواع المحلية المعروفة بأسماء «طوير القرم، الخصيفي والطليلي». وتعتبر أشجار القرم الموجودة في المتنزه الأكثر كثافة وأعمارها تصل إلى 50 عاماً، وهي من نوع واحد المعروف بالنوع الرمادي، ويعتبر أول متنزه وطني متاح للجمهور التنقل فيه واكتشافه. يذكر أن مناطق القرم في أبوظبي تمتد على مساحة 14 ألف هكتار، وهي تشكل أحد أهم النظم البيئية الساحلية والبحرية التي تدعم مصائد الأسماك، والطيور، والسياحة البيئية وتلعب دوراً هاماً في حماية السواحل، وبالإضافة إلى متنزه القرم الشرقي توجد غابات القرم في دلما، جزيرة صير بني ياس، بوطينة، السعديات وأبو الأبيض، والأريام وجزر الظبية في أبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©