الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الشباب ?في ?الإسلام

الشباب ?في ?الإسلام
4 أغسطس 2017 15:56
تمر بنا في هذه الأيام ذكرى اليوم العالمي للشباب، هذه المناسبة التي تأتي في الثاني عشر من شهر أغسطس من كل عام، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون القارئ على بينة من أمره. إن الشباب في كل أمة هم قلبها النابض، ودمها المتدفق، وعصب حياتها، وسرّ نهضتها، وعنوان تقدمها، وأمل مستقبلها، وبحر علمها الفياض، فهم أصحاب الهمم العالية والنفوس الطاهرة الزكية، لذلك فقد أولى الإسلام عناية كبيرة لشريحة الشباب، حيث كانوا أسرع شرائح المجتمع استجابة للدعوة الإسلامية، فقد دخلوا- والحمد لله- في دين الله أفواجا. ومن المعلوم أن الشباب هم أعظم ثروة في الأمة، فثروة الأمم ليست في الذهب الأبيض ولا في الذهب الأسود، وإنما في الإنسان فهو أغلى من كل شيء، وأعظم ما يكون الإنسان في مرحلة الشباب، لأن مرحلة الشباب هي مرحلة القوة والعطاء، فالشباب قوة بين ضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) (سورة الروم الآية: 54). حرص رسولنا على الشباب إن الشباب هم عماد الأمة الإسلامية ومبعث قوتها وحضارتها، ومن المعلوم أن أنصار نبينا محمد&ndash صلى الله عليه وسلم- كانوا شباباً، حيث تخرجوا من مدرسة دار الأرقم ونهلوا من توجيهات الرسول- عليه الصلاة والسلام -، لذلك فقد حرص نبينا- صلى الله عليه وسلم- على العناية بالشباب وإعدادهم إعداداً جيداً، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَعْجَبُ مِنْ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ) (أخرجه أحمد)، - كما بين مكانة الشاب الملتزم بطاعة الله وعبادته، فقال- صلى الله عليه وسلم-: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: وذكر منها: شابٌّ نَشَأَ في عِبادة الله...) (أخرجه الشيخان). - كما دعا- صلى الله عليه وسلم- الشباب لاغتنام الفرص لتكوين شخصيتهم في شتى المجالات، فقال-عليه الصلاة والسلام-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَشَبَابَكَ قَبْلَ هَرمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ) (أخرجه الحاكم). - كما وبين- عليه الصلاة والسلام- أهمية هذه المرحلة وما يترتب عليها من تبعات ومحاسبة ومسؤولية أمام رب العالمين، فقد ورد في الحديث أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكتسبه؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟) (أخرجه الترمذي)?. حاجة الأمة إلى الشباب إننا نعيش في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إلى الشباب، فالقرآن الكريم قصَّ علينا قصصاً كثيرة عن الشباب، مثل: أهل الكهف، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا يوسف، وسيدنا موسى وغيرهم من الأنبياء والرسل الكرام- عليهم الصلاة والسلام-، كما حدثنا عن الشباب الذين وقفوا مع رسول الله&ndash صلى الله عليه وسلم- في تبليغ دعوته، ونصر الله بهم الدين وأَيَّدَ بهم الحق، فالشباب هم الذين حملوا راية الإسلام عالية خفاقة ورفعوا لواء الحق، حيث تولوا الدفاع عن دولة الإسلام الفتية أمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وأبي عبيدة، ومصعب بن عمير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وخالد بن الوليد... وغيرهم كثير من الصحابة الكرام- رضي الله عنهم أجمعين-. الرفق بالشباب من المعلوم أن ديننا الإسلامي الحنيف لا يحارب الشهوة أو الغرائز، لكنه يعمل على تهذيبها ضمن الأطر الشرعية، فقد حرم الإسلام الزنا وأوجد البديل وهو الزواج، فهذا رسول الله &ndash صلى الله عليه وسلم- يخاطب الشباب قائلاً: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ) (?أخرجه البخاري) ?. فحفظ النسل من أهم ما دعا إليه ديننا الإسلامي الحنيف، حيث اتفق علماء أصول الفقه على ضرورة صيانة الأركان الضرورية للحياة البشرية، وهي: الدين والنفس والعقل والنسل والمال، فقد ذكر الإمام الغزالي في كتابه المستصفى بأن حرمة الضرورات الخمس لم تُبَح في ملة قط، ومن الجدير بالذكر أن ديننا الإسلامي الحنيف يريد مجتمعاً متماسكاً، مبنيا على العلاقات المشروعة والأخلاق الفاضلة بين أبنائه، وهذا ما تتمتع به المجتمعات الإسلامية والحمد لله، فعنوانها العفة والطهارة والنقاء. نداء من الأعماق أقول لإخواني الشباب: علينا أن نتمسك بالإسلام قولاً وعملاً وعقيدة وشريعة ودستوراً ونظام حياة، حتى تستقيم أمور حياتنا، لقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: «كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله»، كما ويجب علينا أن نتحلى بالأخلاق الإسلامية كالصدق والأمانة والوفاء والتسامح وحب الخير للناس جميعاً، فنحن أخوة وأبناء أمة واحدة في السراء والضراء، ومن المعلوم أن سِرَّ قوتنا في وحدتنا وأن ضعفنا في فرقتنا وتخاذلنا، فالله عز وجل لا يُغَيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، كما يجب علينا أن نتكافل اجتماعياً، فيرحم القوي الضعيف، ويعطف الغني على الفقير، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©