هناك مصطلحات متداولة في وسطنا الرياضي عفا عليها الزمن، وأكل عليها الدهر وشرب، ومع ذلك وفي ظل حالة الانتقائية التي نعيشها، نلوح بها متى ما تعارضت مع مصالحنا، ومتى ما اقتربت من الإضرار بكراسينا، فتارة نتذرع بالموروث، وأحياناً نتحدث عن المبادئ، من هذه المصطلحات التي انقرضت ولكن نستعملها لتحقيق مآربنا متى أردنا، هناك مصطلح «ولد النادي». نعيش عصر الاحتراف الذي عصف بكل المعاني البالية والأفكار القديمة، فاللاعب أصبح لا ينتمي إلى المكان الذي نشأ فيه، ولكن إلى النادي الذي يرتبط بعقد معه، وحتى الإداري الذي نشأ وترعرع بين جدران نادٍ ما منذ نعومة أظافره، فعلاقته بالمكان أصبحت عبارة عن وظيفة يستلم عائداً مادياً مقابلها، وبالتالي فإن نظريات الانتماء والولاء القديمة أصبحت في ذمة التاريخ، وبالعامية فهي «لا تؤكل عيش». احترف لاعبونا أما الإداريون فهم باقون، جاثمون على صدور الجماهير والأندية، وعلى الرغم من تحول أنديتنا إلى شركات فإن الأولوية للعمل في النادي هي لمن ينتمي إلى الكيان على حساب الكفاءة، فلا ننظر إلى مؤهلات الشخص، ولا إلى قدراته، ولكن يكفي أنه ينتمي إلى هذا المكان، أو يرتبط بعلاقة مع أصحاب الشأن، فيكون مؤهلاً أكثر من كافٍ للجلوس على مقاعد المسؤولية. عبدالله النابودة.. عرفناه أحد أقطاب نادي الشباب، ووصل إلى منصب نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وعندما تم تكليفه من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، نجح في مهمته وخلال 7 سنوات حقق العديد من الألقاب في مختلف الألعاب، وصنع من الفريق الأول في الأهلي نداً قوياً منافساً على جميع البطولات، وكان قاب قوسين من إحراز لقب دوري أبطال آسيا. في عالم الاحتراف، كفاءة الأشخاص والأسماء أهم بكثير من مصطلحات الولاء والانتماء، فنحن بحاجة إلى أسماء تعرف أولاً كيف تختار المدرب المناسب للفريق، وتستطيع أن تناقشه في خططه وأسلوبه، وتبحث معه عن الاحتياجات المطلوبة، وتطوير أنظمة خاصة بالعقاب والمثوبة، وتحسن إدارة موارد النادي وتسعى لتطويرها، أسماء يهمها أن تنجح، أسماء ليست مفروضة بحكم نشأتها أو علاقاتها، ولكن هي التي فرضت نفسها بقدرتها وكفاءتها، سئمنا من نظرية «ولد النادي» وعاشق الكيان، و«كروموسوم» الانتماء، دعونا ولو على سبيل التجربة نفكر بالأسماء، فلا يدير أنديتنا ومؤسساتنا سوى المؤهلين والأكفاء.