السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قراءة الإجازة

28 يوليو 2017 22:03
وهم يتسللون إلى هذه الأماكن، هناك نوع من الملل من الاحتجاز في البيوت في إجازة الصيف لو لم يسافروا إلى الخارج، وهناك ولع وحلم بالمتعة والتغيير والتجديد، تسأل.. ما الذي يمتع ويغير ويأتي بالجديد الذي ينشده هؤلاء الصغار من أطفال المدرسة إلى طلاب الجامعات، ما الذي يمكنه أن يمتعهم إلى جانب اللعب الإلكتروني، واللف والدوران في حلقة مفرغة من إضاعة الوقت بممارسات أقل حتى من عادية؟ يذرعون المراكز التجارية ويتكدسون في المقاهي للأكل والشرب و«السوالف» أو يشاركون في النشاط الصيفي المكرر! دون أن يأتي على بالنا شيء آخر نقدمه لهم في رزمة واحدة مع هذه الوجبات. من بعيد، بعيد، تلوح القراءة بعد سنة من إسدال الستار على عام القراءة. القراءة شيء آخر وما زال عام الخير يعني الخير والصحة والعافية لنا جميعاً ومنا هؤلاء. ورغم أننا لم ننس عام القراءة تماماً إلا أن ثمة من يقول: ما الذي يحب أولادنا قراءته بالفعل حتى يتوافر في كل مكان بما في ذلك الأماكن التي يترددون عليها بكثافة؟ الناس يترددون الآن على كل مكان بما في ذلك الكافتيريات والمراكز التجارية والعيادات والمستشفيات والفنادق والشواطئ وحتى الصالونات والمطارات والطائرات، كما يذهب البعض في الصيف إلى المكتبات العامة أحياناً، بمعنى أننا نتواجد في أي مكان فيه ظل و«براد» وتقدم فيه خدمات راقية، وهنا يأتي سؤال.. لماذا لا تقدم الثقافة مثل هذه الخدمات الراقية على سبيل المنافسة؟ لا ننكر أن شيئاً جميلاً يحدث في كل صيف تقريباً، المكتبات العامة والمراكز الصيفية والثقافة تروج للقراءة عبر برامج متعددة تفتح لها أبوابها، لكن تبقى هذه تفاصيل مبعثرة وعشوائية بين المؤسسات الثقافية والتعليمية وبين أولادنا الذين يشاركون فيها بنفس الطريقة، وبصراحة، يفترض أن يكون ما تقدمه الثقافة والتربية من هذه البرامج أكثر حيوية حتى يستفيد منه هؤلاء في حياتهم، المفترض أن تلاحقهم في كل مكان. بعضهم يقول إنه يتمنى أن تكون مبادرات القراءة أكثر جاذبية وغير مملة أي بعيدة عن التكرار والتقليدية والمدرسية! برامج من المهم أن تكون مختلفة عن سابقاتها التي شاركوا فيها ولو قليلاً. لماذا لا تحرص كل مؤسسة ثقافية أو اجتماعية وتربوية على تأكيد حضورها في كل مكان وفي كل زمان بشكل أقوى، لكي ترسل رسائلها المهمة التي يحتاج إليها هؤلاء الصغار دائماً وفي كل وقت. إجازة الصيف عالم آخر طويل نجد فيه أنفسنا بحاجة إلى قراءة مختلفة للإجازة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©