الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيـف أغـرقت قطـر مطـالب الحرية للسوريين بالإرهاب؟

كيـف أغـرقت قطـر مطـالب الحرية للسوريين بالإرهاب؟
27 يوليو 2017 00:49
عمان (الاتحاد) أدت الممارسات التي تقوم بها دولة قطر في دعم الإرهاب، إلى إجهاض الثورة السورية التي انطلقت قبل نحو سبع سنوات، وتحولّها إلى فوضى يتصدرها الإرهاب، ويقوم على رعايتها الإرهابيون. وقال عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية محمد أحمد الروسان، إن تمويل قطر للحركات الشعبوية أدى إلى إغراق مطالب الحرية التي نادى بها الشعب السوري، وتحويلها إلى ثورة مسلحة. وأضاف: جرى عسكرة الثورة عبر تمويل الإرهاب بإرسال الأسلحة والقيام بعمليات إعلامية ببروجاندا اختطفت الحركات الشعبوية بسبب الرد العنيف الذي كان في بدايات من قبل المجتمع الأمني والعسكري السوري. وأشار في تصريح لـ «الاتحاد» إلى أن السبب الرئيس لم يكن رد فعل المجتمع الأمني والعسكري للدولة السورية، بل لأن الخطط كانت موضوعة قبل مايسمى بـ«الربيع العربي» بالعبث في سوريا. وأوضح أن قطر أرسلت الأموال عبر زعماء المجاميع العسكرية الإرهابية، حيث تم إدخال السلاح بخاصة عبر تركيا التي فتحت حدودها مع سوريا، وكذلك فعلت مع العراق، رغماً عن الدولتين السورية والعراقية. ونوه إلى أن كل ذلك عمل على حرف بوصلة الثورة السورية عسكرياً وسياسياً نحو أجندات جيو-سياسية وعلى أرضية جيوبوليتيكية، فغيرت معالم الثورة وأبعدتها عن تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها، وهو ما أدى إلى إطالة أمدها وبعثرة أوراقها السياسية والعسكرية، وبالتالي تغيير جذري في أبعاد الأزمة السورية. وقال الروسان إن أشكال الدعم بشقيه المباشر وغير المباشر تعددت وتنوعت بما لا يدع مجالا للشك بترك أدلة على أرض الواقع من قبل قطر عبر تجنيدها لشخصيات سورية ذات تأثير لدى فصائل المسلحة، حيث يتم ملاحظة وجود الدعم من الآليات المستخدمة والأسلحة التي تستخدمها الفصائل في معاركها، كالصواريخ والمركبات إضافة إلى العديد من الامتيازات التي لا تكاد تنتهي للفصائل. بدوره قال الخبير العسكري السوري الطيار (المنشق) سامي الحوراني، إن «أسلمة» الثورة السورية أجهضها، محملا المسؤولية لممارسات دول في طليعتها قطر التي عملت على حَرف الكثير من مطالب الشعب السوري الواحد، ومطالبات الحرية والديمقراطية. وأضاف غرقت الساحة السورية في معضلة أساسية وهي أسلمة الثورة، عبر الدعم المالي السياسي الذي عملت الدوحة على ضخه في الساحة السورية فحرفت مسار الثورة إلى مسار ديني، وهو ما انسجم مع الفعل الإيراني كذلك، الذي راح يعبث بالساحة السورية وإن كان من على الضفة الأخرى. وساهمت قطر، وفق الحوراني، بإغراق الثورة السورية بمال سياسي فاسد دعمت عبره فصائل وهمشت فصائل أخرى، وخاصة الجيش الحر، فوصلت الثورة السورية إلى ما نراه الآن. وتطرق إلى صفقات تبادل الأسرى فقال إنها تعود بمردود مالي كبير جداً للفصائل. وأشار إلى الفدية المالية مقابل الأسرى وجثثهم، ومنها صفقة أسر راهبات معلولا التي تمت بعرسال، وجثة أحد الضباط الإيرانيين في معركة (مثلث الموت) شمال درعا، والتي بيعت بوساطة قطرية بين «جبهة النصرة» والنظام. وقال «بات الوضع في الداخل السوري مرهوناً بخطط الداعم القطري مرة، والإيراني مرة أخرى، فيما استثمر النظام من جهة ودول أخرى من جهة أخرى هذه الفوضى، ودخلت إلى العمق السوري، على ضوء الإغراق في الدعم المالي وتقليصه، أو حتى منعه عن بعض الفصائل من جهة أخرى، لأهداف تتعلق بتصويب الرصاص على رأس الثورة السورية». واستشهد بما وقع في معركة (العباسيين) في مارس الماضي، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية في الأردن بعد تقديم قطر الدعم لـ «فيلق الرحمن» للهجوم على دمشق، وقال: «كأن الدوحة تريد القول إنها صاحبة أي قرار في الداخل السوري وتمتلك القدرة على التحكم بالمعارك فيه، وما ترتب على ذلك من معارك جديدة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في الغوطة الشرقية». ووفق المصادر، فإن الدعم القطري المعلن وغير المعلن، يهدف إلى إفشال مخططات اجتماعات أستانا التي بدر عنها حل سياسي ومرحلة انتقالية بعيداً عن الإرادة الأميركية، حيث دعمت الأخيرة غرفة (البنيان المرصوص) لفتح معركة في مدينة درعا ضد النظام، بشكل غير معلن وسري للغاية. وتشارك في هذه الغرفة عدد من الفصائل المتشددة بشكل كبير،مع أنها مصنفة كمنظمة إرهابية أميركياً، موهمة الرأي العام على أن مشاركتها بقرار داخلي، ناجم عن مطالبات شعبية لكسر القيود على التحكم الخارجي. وكشفت مصادر سورية من «الجيش الحر» تفاصيل مهمة حول طبيعة الدعم القطري مالياً لفصائل سورية، مثل «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» وكل من فصائل «أسود السنة» (ريف درعا الشرقي)، و«المجاهدين والأنصار»، «غرباء حوران»، وكل فصيل مقرب من جماعة «الإخوان» المحظورة. أما فيما يخص نزاع الفصائل السورية مع «داعش» أوضحت المصادر أن غرفة «عمليات اليرموك» بقيادة «نجم أبو المجد» الذي ينضوي تحت لوائه أكثر من 20 فصيلاً جميعها تتلقى الدعم غير المحدود من قطر. وتم تحديد المهمة المعلنة الرئيسة لغرفة «اليرموك» محاربة «داعش»، بينما أكدت المصادر قيام عدد من هذه الفصائل ببيع الأسلحة لـ «داعش» مع أنهم وجدوا لقتالها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©