محطة بينونة التلفزيونية تقدم ناس أبوظبي والإمارات الحقيقيين الذين عاشوا وعايشوا حياة أجدادهم وأهلهم وشاركوا أيضاً في الجزء الأخير من حياة أهلنا في البحر والبر، المعلومة والخبرة التي يقدمونها هي حياة خبروها ومارسوا المهنة فيها سواء في حياة البحارة أو أهل الصحراء والزراعة القديمة، كثيراً ما يشدك المتحدث الذي يتناول الحياة القديمة والمهن القديمة ويقدم المعلومة والخبرة والشرح بلهجة أهل أبوظبي وبني ياس دون أن تدخل مفردة نافرة أو دخيلة على المعنى والمبنى الذي يتكئ عليه المتحدث، كذلك المسميات وتحديد الأدوات البحرية سواء لأجزاء السفن وأنواعها أو أدوات الصيد وطرق العيش والحياة. في محطة بينونة التلفزيونية يظهر ذلك البحار الذي يقدم لنا حياة أهلنا ومنطوقهم بمعرفة عالية وخبرة كبيرة، أعتقد أن ذلك الرجل الدائم الحديث عن حياة البحر وسيرة الأولين وطرق الحياة والمهن هو عاشق للبحر وإرث أهله الأوائل بصورة تجعل المشاهد لا يفارق جهاز التلفاز، وخاصة المحبين لحياة أهلنا القدامى، وبالتأكيد هو من أبناء أبوظبي العاشقين لأرضها وجزرها والعاملين في حياة البحر منذ الصبا، كل صباح أحرص أن أشاهد ذلك الرجل المحب لبلده، يقدم خبرته ومعرفته وهو مليء بالفرح والحب والسعادة. بينونة وبرامجها المحلية والشعبية والتراثية تؤكد أنها وسيلة إعلام تعوض ما تقدمه باقي المحطات الفضائية من برامج بعيدة عن الشأن المحلي، وهي خير جهاز يعوض النقص في المعلومة المحلية والتراثية والحياة الناصعة لأهلنا في الإمارات القديمة، ولعل أهم شيء في البرامج المحلية هو اختيار من يقدم المادة والمعلومة والانتماء للأرض والمهنة، في الأزمنة الماضية وفي بعض البرامج والأنشطة المحلية في بعض وسائل الإعلام كان يستعان ببعض العناصر العربية أو الخليجية فتأتي اللهجة والمعرفة ليست دقيقة ولا مطابقة لواقع الحال ولا تقدم المعلومة الصحيحة ولا حياة الناس القدامى كما هي، وإنما حسب بيئات مختلفة حتى لو كانت من منطقة الخليج العربي، حيث إن لكل منطقة وبيئة اختلافات في طرق وأدوات ووسائل العيش والإنتاج والحياة الاجتماعية. إن اختيار ابن البيئة ليتحدث عنها وابن المهنة والصناعة ليشرحها هو صدق في الرؤية والهدف. «بينونة» سلام لهذا الاسم الجميل قديماً وحديثاً.