- عادي تمشي في شارع في ألمانيا وتمر عليك صبية تدخن، وتدفئ رئتيها من البرد بسيجارة، وفجأة تسمع تعليق واحد من ربعنا: «يعلك تدوخين البعر.. يا الله يا بعدي». - عادي يقف واحد في طابور القهوة، وحين يصل «الماكينة» يهوّس على أكثر من فص، ويعقبها بسؤاله الاستفهامي: «كيف تشتغل هالمعثورة»؟ - الأوروبيون يا أخي يقدّرون الهدية، ولو كانت صغيرة، ويظلون يشكرونك عليها حتى وإن نسيتها منذ زمن، جماعتنا ولا هنا: «واييه.. تفاقد هو وعطيته». - عادي تسمع من ربعنا تعليقاً كلما ركبوا سيارة أجرة: «عنبوج يا ألمانيا حتى «تكاسيك» مرسيدسات». - عادي في محلات ألمانيا حين تطلب وضع أغراضك في كيس بلاستيكي، عليك دفع ثمنه عشر بنسات، فتسمع خلفك واحداً ما عاجبنه الوضع: «عنبوك دار، والله مب عندنا الأكياس ببلاش، حمّل، وأخذ بلا قياس». - عادي تشوف في برد أوروبا الذي تصل درجة حرارته 14 تحت الصفر، عجوزاً تجاوزت السبعين تمشي جالبة أغراضها، فتسمع تعليقاً من ربعنا: «والله مب حريمنا، ما تعرف متى تكون الواحدة برّدانة وإلا حرّانة، حرام لو يظهرن في هالبرد لتشوفهن متحرولات، ولو كنّ متزربلات ومتعقطات. - عادي تمضي شهراً في أوروبا، وما تسمع واحداً يحلف أو يرنّ نفسه بيمين أو يرمي الطلاق على حرمته الغافلة أو يدخّل رأس عياله في المعاملات اليومية. - عادي جماعتنا حينما يرون واحداً لاويّاً على ربيعته في أوروبا، يدخلون عسّهم في ما يخصهم، ويقولون: «والله ما ضيّعهم، إلا يوم ضيّعوا السنع والمعنى، ورموا الحياء وراءهم». - في أوروبا طابق في «المولات» التجارية مخصص للنساء، وقياساتهن المختلفة، يسميه ربعنا الطابق «الماهوب»، إذا ما كانوا جماعة مروا عليه سريعاً، وكل واحد يكتم ضحكته وفرحه، وحين يمسك وحيداً، متلبساً، يقول: «تراني غريب ضال، صابتني دورة، وما عرفت أظهر». - تمضي عليك شهور، ولا تشوف شرطي بـ «دريسه» في شوارع أوروبا، غير دوريات سريعة، وتسمع ونّانها بس، هباب ما تشوفها، وعند الضرورة تجدهم متواجدين بكثافة، فقط ليقولوا للمواطن: «نحن هنا.. وهناك، لكن لا نريد إزعاج يومك أو توتر إيقاع حياتك». - يعني لندن يمكن تلقى فيها الذي ما ينلقى، وتجد أناساً يصنعونه، ويترزقون منه، وله زبائنه، مثل النشوق، و«لوقته»، ومثل كريم ملبد للشوارب المعكوفة، مرات تقول: الناس الذين يستعملون هذه الأشياء انقرضوا، ويوم تروح لندن تلقى الذي نسيته الدنيا!