الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سياسيون وخبراء عسكريون لـ «الاتحاد»: قطر.. «الولد الطائش» ومطلــوب تشديـد الخنـاق علـى حكامـهـا

24 يوليو 2017 00:43
أحمد مراد، أحمد شعبان (القاهرة) أكد خبراء عسكريون وسياسيون ومحللون في مصر أن خطاب تميم الذي ألقاه مساء الجمعة، يؤكد عدم تراجع قطر عن الدور المشبوه الذي تلعبه ضد الأمن القومي الخليجي والعربي عبر إثارة الفتن والاضطرابات الداخلية في كافة دول المنطقة العربية، وأشاروا إلى أن تميم تغافل في خطابه الدور التخريبي لطهران في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربي، وأنه حاول تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب على أنها أزمة مع الشعب القطري. وأكدوا أن قطر تستخدم جماعة الإخوان كورقة ضغط ضد مصر والإمارات، وتستغل علاقتها بإيران لابتزاز السعودية والبحرين، مؤكدين أن ما يجري في بعض الأحيان بالمنطقة الشرقية للسعودية من توترات تأتي في إطار التنسيق المتبادل بين طهران والدوحة، والهدف منه ابتزاز السعودية وإضعاف شوكتها. وقال اللواء أركان حرب الدكتور طلعت موسى، رئيس كرسي الاستراتيجية والأمن القومي بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن تميم أمير قطر ما زال مصراً في خطابه على التمسك بعلاقات بلاده ببعض الدول التي ترعى الإرهاب مثل إيران وتركيا، مشيراً إلى أن خطابه فيه إشارة قوية منه للعالم ولدول المقاطعة بأنه ما زال متمسكاً بهذه الدول ورافضاً لكل المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع لإنهاء المقاطعة، مشيراً إلى أن قطر استدعت قوات أجنبية في المنطقة على أراضيها وسمحت بإنشاء قاعدة عسكرية تركية، وهناك 5 آلاف جندي تركي في قاعدة تركية هم موجودون حالياً في الدوحة، فأصبحت قطر كلها قواعد عسكرية: القاعدة البريطانية، والقاعدة التركية، بالإضافة إلى قاعدة «العديد» الأميركية، وكل هذا يخلق وضعاً جديداً بالمنطقة العربية، ويجعل تركيا وإيران تتدخلان في الشأن العربي، فيحيل ذلك المنطقة إلى بؤر للصراع الأجنبي مسرحه الدول العربية ودول الإقليم، مضيفاً: تركيا تطمع لإقامة الدولة العثمانية، وكذلك إيران تطمع في الدول العربية لتكوين الإمبراطورية الفارسية، ونحن نحاول البقاء والحفاظ على الهوية العربية في المنطقة. وقال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة، خطاب تميم يؤكد أن قطر ستواصل دعمها للإرهاب في أنحاء المناطق العربية كافة، ويؤكد أنه ما زال لديه تخوف كبير مما حدث له، كما أن إصرار تميم في خطابه على رفض مطالب الدول الأربع، خاصة إغلاق قناة الجزيرة بحجة أنها منبر إعلامي كما وصفها في خطابه، وأن هذا الإجراء هو تعد على حرية الرأي التي كفلها القانون، يؤكد أن تميم مصر على رفض المطالب وبالتالي استمرار الأزمة والمقاطعة. وتابع: تغزله في خطابه بتركيا وإيران، سيفقد قطر وجودها؛ لأنها ستتحول إلى مستعمرة إيرانية في المنطقة العربية والخليجية، وهو ما يترتب عليه استمرار المقاطعة بعد هذا الخطاب وفرض عقوبات خليجية وعربية جديدة على قطر، مثل تجميد عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية. وأكد حمزة أن الحل الوحيد للحفاظ على «قطر تميم» بعد هذا الخطاب هو التراجع عن الموقف المتجمد، والخضوع لقائمة المطالب باتفاق سري يحفظ لقطر ماء وجهها أمام شعبها والعالم، بحيث يتضمن الاتفاق خطوات عملية بمراحل زمنية يتم خلال كل مرحلة تنفيذ أحد البنود بشكل غير معلن إعلامياً. وقال الدكتور سعيد اللاوندي أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب تميم على تلفزيون قطر مساء الجمعة، يؤكد أن قطر ستواصل دعمها للإرهاب في أنحاء المناطق العربية كافة، ويؤكد أنه ما زال لديه تخوف كبير مما حدث له، وأن الدوحة ما زالت في حالة جماد مع نفسها ومصممة ألا تتعامل بإيجابية مع القائمة الخاصة بالمطالب لإنهاء الأزمة. وأضاف: إصرار قطر على عدم التعاطي مع هذه المطالب، ولجوؤها إلى التعامل مع تركيا وبناء قاعدة تركية في قطر، بالإضافة إلى القاعدة الأميركية الموجودة هناك، ووجود أكثر من 5 آلاف جندي تركي في قطر، بالإضافة إلى مئات من الحرس الثوري الإيراني، يؤجج الصراع، ويزيد من المشاكل بين قطر ودول المقاطعة الأربع، دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين ومصر، مشيراً إلى أن تميم حاول تصوير الأزمة الأخيرة بين نظامه الداعم للإرهاب مع دول الرباعي العربي على أنها أزمة مع الشعب القطري، وهذا ليس بصحيح. الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة السويس، قال: تميم في خطابه يلوح أو يهدد بالأوراق الإيرانية والتركية، وهو بذلك يتجه إلى التصعيد وليس للتهدئة، خاصة عندما يتحدث عن إيران وعلاقات بلاده مع إيران، وأنها تأتي في إطار ما وصفه «سيادة واستقلال القرار»، وتغافل في خطابه عن الدور التخريبي لطهران في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية. في الوقت الذي صرح فيه سفير الإمارات في موسكو عمر غباش بأن قطر زودت «القاعدة» والحوثيين في اليمن بمعلومات ساعدت على استهداف القوات المسلحة الإماراتية هناك، يؤكد هذا أن قطر تمول الإرهاب، وتدعم الدول المصدرة له، ومنها إيران التي تمول الحوثيين بالسلاح للانقضاض على الشرعية هناك. وقال اللواء الدكتور نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق الخبير الاستراتيجي: تميم لم يحترم سيادة الدول التي طالب بها خلال خطابه فالدوحة دائماً تتدخل في شؤون الدول العربية، مشيراً إلى أن علاقة قطر بتركيا وإيران كبيرة جداً، وهذا ما أكده أمير دولة قطر تميم في خطابه، فهو يريد أن يرسل رسالة إلى دول المقاطعة بأنه يستقوي بتركيا وإيران وهو يعلم جيداً أن هاتين الدولتين تهددان دول الجوار وخاصة إيران التي تثير الفتن والأزمات في المنطقة العربية، كما يحدث الآن في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، مشيراً إلى أن قطر استعانت بتركيا وإيران كبديل اقتصادي واستراتيجي لتعويضها عن التبادل التجاري والنقل البحري والجوي من الدول المقاطعة لها، كحلول بديلة للحلول العربية. وتوقع اللواء نبيل فؤاد أن تمارس ضغوط سياسية وضغوط اقتصادية كبيرة ضد قطر في الفترة القادمة بعد هذا الخطاب. القيادي الإخواني المنشق، د. محمد حبيب، النائب الأسبق لمرشد جماعة الإخوان، شدد على أن قطر لن تتراجع عن الدور المشبوه الذي تلعبه من أجل الإضرار بالأمن القومي الخليجي والعربي عبر إثارة الفتن والاضطرابات الداخلية في كافة دول المنطقة العربية، موضحاً أن الإصرار القطري على الإضرار بالأمن القومي العربي كان واضحاً في الخطاب الأخير لأمير قطر. وأضاف: خطاب أمير قطر الذي أذاعته قنوات الجزيرة يوم الجمعة الماضي لم يتضمن أي شيء يشير إلى أن قطر يمكن أن تتراجع عن سياساتها العدائية ضد الدول العربية، وبالتالي فإنه ليس من المتوقع أن تتغير المواقف القطرية خلال الفترة المقبلة، ولاسيما وأنها استطاعت عبر الرشاوى المالية أن تجذب إليها بعض الأطراف الدولية لكي تساندها في أزمتها الراهنة، وهو الأمر الذي ظهر في مواقف بعض الدول الأوروبية - أبرزها بريطانيا - والتي يوجد فيها استثمارات قطرية ضخمة، وبالتالي تحاول هذه الدول الأوروبية ألا تمكن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب - مصر والإمارات والسعودية والبحرين - من تشديد الخناق على النظام الحاكم في قطر. وأضاف حبيب: قطر دويلة صغيرة رُزقت بالمال الوفير عن طريق كميات ضخمة من احتياطيات الغاز، وصارت من أغنى دول المنطقة، وهو الأمر الذي أغرى حكام قطر، وجعلهم يحاولون أن يكون لقطر دور إقليمي ودولي مؤثر، ومن هنا وجدت القوى الغربية في هذه النوعية من الحكام كافة المواصفات المطلوبة للعمل على تفتيت دول المنطقة العربية، وسلب مواردها وثرواتها الطبعية، ولم يفت حكام قطر الفرصة، وتمسكوا بها جيداً، وقبلوا أن يلعبوا هذا الدور خدمة للقوى الغربية، ومنذ هذه اللحظة حاول حكام قطر - ومازالوا يحاولون - بكل ما لديهم من إمكانيات مالية وإعلامية تنفيذ كافة المخططات الساعية إلى تدمير دول المنطقة العربية بالكامل بما فيها جيرانهم في دول الخليج، وبالتأكيد هذا كله يصب في صالح القوى الغربية والعدو الصهيوني. وفيما يتعلق بمستقبل علاقة قطر بجماعة الإخوان الإرهابية، أكد حبيب أن قطر لن تتخلى أبداً عن جماعة الإخوان مهما كان هذا الأمر مكلفاً لها ولشعبها، مشيراً إلى أن قطر تستخدم الإخوان كورقة ضغط وابتزاز للدول العربية، وبالتالي لن تفكر أبداً في التخلي عنهم إطلاقاً، لأنها لو تخلت عنهم ستكون بذلك قد تخلت عن أحد عناصر قوتها، وأحد أهم وسائلها لممارسة لعبة الضغط والابتزاز ضد الدول العربية، وبالأخص مصر والإمارات، والأمر نفسه يقال عن علاقة قطر بإيران، والتي يستغلها حكام الدولة لابتزاز السعودية والبحرين، وهو الأمر الذي يجعل الدوحة تدعم «حزب الله» في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، والمعارضة الشيعية في البحرين، وما يجري في المنطقة الشرقية بالسعودية من توترات طائفية تأتي في إطار التنسيق المتبادل بين طهران والدوحة، والهدف منه ابتزاز المملكة العربية السعودية وإضعاف شوكتها. ومن ناحية أخرى، ترى د. نانيس عبدالرازق فهمي، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن قطر تتطلع إلى لعب دور أكبر من إمكاناتها كدولة، ولها طموح لكي تكون لاعباً إقليمياً ودولياً مؤثراً، وهو ما لا يتيحه لها حتى موقعها الجغرافي، وكانت تظن نفسها حتى الأمس القريب أنها إمبراطورية كاملة القدرة، ولقد حولها مال النفط وقناة الجزيرة إلى «ولد طائش» في العالم العربي. وأضافت: قطر متخصصة في المشاحنات مع جيرانها، وصارت تصرفات وسياسات الدوحة خروجاً على أي مواثيق خليجية أو عربية بشكل عام، فقد اعتادت الخروج من الإجماع والعمل العربي المشترك ضد الإرهاب، بل أصبحت الممول الرئيس لما سمي الربيع العربي، وقناة الجزيرة أداتها الإعلامية، فضلا عن التقارب مع إيران على حساب مصالح الدول الخليجية الأخرى. أما المؤرخ المصري، د. عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة - فيرى أن أمير قطر وضع نفسه في خانة «العمالة» للقوى الغربية والصهيونية من خلال إصراره على تمزيق العالم العربي، مؤكداً أن الغرب سيضحي به في الوقت المناسب، ولاسيما عندما تجد القوى الغربية أن هناك إصراراً من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب - الإمارات ومصر والسعودية والبحرين - على موقفها المناهض للسياسات القطرية العدائية والتخريبية. وشدد المؤرخ المصري على ضرورة أن تتمسك الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بموقفها، والتقدم بمذكرة مشتركة إلى مجلس الأمن تتضمن الأدلة والوثائق التي تثبت تورط قطر في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©