نفخر بكل لاعب عربي يترك بصمته في أي نادٍ يحترف فيه، ونشعر بأنه يمثلنا، لهذا نبدأ حتى بتشجيع النادي الذي يلعب له، حتى لو لم نكن من عشاقه سابقاً.. وأكاد أجزم أن كثيراً من العرب والخليجيين لم يكونوا يعرفون نادياً مثل ويجان أو ريدينج الإنجليزيين اللذين لعب لهما العملاق العُماني علي الحبسي، والذي انتقل الأسبوع الماضي إلى العملاق السعودي نادي الهلال، ليكون هذا الانتقال بقناعتي تتويجاً لمسيرة الحبسي الكروية، والتي تشهد على نموذج يحتذى لما يجب أن يكون عليه المحترف العربي في التدريب والتميز والأخلاق والاندماج، والأهم في الاستمرارية. وبالتأكيد من المستحيل أن أعدد هنا أسماء المحترفين العرب الذين تركوا بصماتهم في أوروبا من السابقين والحاليين، إذ أخاف أن أنسى اسماً فتصبح الانتقادات موجهة لهذه الجزئية، دون النظر لما تحتويه المقالة من معانٍ أخرى. ولعل أبرز محترفي العرب اليوم، هو المصري محمد صلاح الذي شاهدناه في بازل السويسري، ثم تشيلسي الإنجليزي بقيادة مورينيو، في تجربة لم تكن ناجحة عكس تجربتي فيورينتينا وروما الإيطاليين، ثم انتقل إلى ليفربول الإنجليزي، في أعلى صفقة انتقال في تاريخ هذا النادي العريق «حتى الآن»، لأن هناك صفقة أخرى قد تكسر رقم محمد صلاح، وهي صفقة نابي كيتا من لايبزيج، مقابل 75 مليون يورو، ولكن رقم صلاح الذي بلغ 42 مليون يورو، هو رقم مذهل ومفرح للاعب عربي من مصر الشقيقة التي يلعب ابنها الآخر محمد النني في أرسنال. وحتى أكون أميناً مع نفسي، وأنا الذي التقيت محمد صلاح شخصياً في مؤتمر دبي الدولي الرياضي، وأدرت له ندوة جمعته مع الكاميروني صاموئيل إيتو والأرجنتيني زانيتي، وكان «الفرعون المصري» فيها كبيراً، رغم أنه أصغر الحاضرين عمراً، وهو متفانٍ ومخلص لفكرة الاحتراف، وأجاب بكل شفافية عن أسباب عدم نجاح المحترفين المصريين في الخارج بشكل عام، وأكد أن الدلال المحلي الزائد هو السبب، أقول حتى أكون أميناً مع نفسي، فإن هذا الرجل يسبق عمره بتفكيره العميق، وإدراكه لما يريده كلاعب وكشخص من هذه الدنيا، ومعرفته التامة أن كرة القدم لعبة تنافسية، لا مجال فيها لا للدلال ولا للتاريخ ولا للألقاب السابقة، بل للعطاء الحالي، وأن من طلب العلا اجتهد وتعب وتدرب وجلس على مقاعد الاحتياطيين، ولم يتكئ إلا على طموحه وموهبته.