السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الإسلام كفل للمرأة كل الحقوق السياسية

العلماء: الإسلام كفل للمرأة كل الحقوق السياسية
20 يوليو 2017 22:05
أحمد مراد (القاهرة) شدد علماء الدين أن التشريع الإسلامي أعطى المرأة كامل حقوقها، بما فيها الحقوق السياسية سواء المشاركة في العمل العام، أو في الانتخابات، أو تولي المناصب القيادية، بشرط أن تتوافر فيها المؤهلات والمهارات والخبرات التي يتطلبها العمل العام أو العمل السياسي. وأكد العلماء أن المرأة منذ فجر الدعوة الإسلامية كانت شريكة للرجل في الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كافة، ولعبت دوراً كبيراً في نصرة الإسلام، والتمكين له منذ البعثة، وفي مختلف العصور. المساواة مع الرجل د. شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أكد أن التشريع الإسلامي أعطى المرأة كامل حقوقها، بما فيها الحقوق السياسية، وحررها من التبعية والهامشية التي كانت تعيشها قبل البعثة النبوية المشرفة، وما كان لأي تشريع وضعي مهما ارتقى أن يصل بالمرأة كما وصل التشريع الإسلامي، وما زعم من سلب لحقوقها في ظله أمكن تفنيده والرد عليه من العلماء والفقهاء. وأوضح مفتي مصر أن الحق السياسي يستند إلى أصول وأسس عدة، يستمدها من الشرع الإسلامي، إذ هو المصدر الرئيس لها، وأيضاً التشريع ضمن مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق، لكن إذا ثبت الحق للمرأة فإن ممارسته لا تكون إلا مع وجود كفاءة المرأة للقيام به، ومنها أيضاً أنه يجوز للمرأة تولي السلطة التشريعية، كما أن للمرأة الحق في نقد التصرفات السياسية وإبداء الرأي حولها بالوسائل كافة، المشروعة وفق الضوابط الشرعية، والتعرض لنقد العمل السياسي وغيره. للمرأة الحقوق كافة ومن جانب آخر، أوضحت د. سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإسلام كفل للمرأة الحقوق كافة سواء المشاركة في العمل العام، أو الانتخابات، أو تولي المناصب القيادية، بشرط أن تتوافر فيها المؤهلات والخبرات التي يتطلبها العمل الذي يتم إسناده إليها. وشددت د. سعاد على أهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي من خلال مشاركتها في الانتخابات سواء بالترشح أو التصويت، حتى يكون لها دور سياسي فاعل وإيجابي في المجتمع، مؤكدة أن الإسلام الحنيف يكفل للمرأة الحق في المشاركة السياسية، والكثير من الفقهاء أقروا بأهلية المرأة لممارسة العمل السياسي. وقالت د. سعاد: «عملية الانتخابات بمثابة عملية توكيل، حيث يذهب الناخب إلى مركز الاقتراع، فيدلي بصوته لمرشح معين حتى يتكلم باسمه ويدافع عن حقوقه، والمرأة في الإسلام ليست ممنوعة من أن توكل إنساناً بالدفاع عن حقوقها، والتعبير عن إرادتها كمواطنة في المجتمع، وإذا كان الإسلام لا يمنع أن تكون المرأة ناخبة، فهو أيضاً لا يمنعها أن تكون مرشحة، فليس في الإسلام ما يمنع أن تكون المرأة مشرعة، فالتشريع يحتاج إلى العلم في معرفة حاجات المجتمع وضروراته، والإسلام يعطي حق العلم للرجل والمرأة على السواء، وليس في الإسلام ما يمنع أن تكون المرأة مراقبة للسلطة التنفيذية، فهذا الأمر لا يخلو أن يكون أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر، والرجل والمرأة في ذلك سواء في نظر الإسلام، والحياة تقوم على التوازن، فالحقوق تقابلها الواجبات، وقد أعطى الإسلام المرأة كامل حقوقها، وطالبها في الوقت نفسه بأن تؤدي جميع الواجبات، وإذا كانت تتمتع في الرؤية الإسلامية بالأهلية السياسية في مستوياتها المختلفة، فإن هذا يقتضيها أن تكون في ثقافتها واهتمامها بالشؤون العامة على المستوى الذي تحسن فيه أداء تلك الشؤون ومتابعتها وتعرف ما فيها من خطأ وصواب». شريكة في الحياة وأضافت د. سعاد: «منذ فجر الدعوة الإسلامية، كانت المرأة شريكة للرجل في  الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كافة، فعلى سبيل المثال شاركت في بيعة العقبة الأولى والثانية، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى? أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (الممتحنة:12)، وإذا كانت البيعة الأولى، بيعة على الإيمان بالله، فقد كانت بيعة العقبة الثانية بيعة سياسية واضحة بأن يأمرن بالمعروف، وينهين عن المنكر، وأن يحمين الدعوة كما يحمين أبناءهن وديارهن، وأن لا ينازعن الأمر أهله، وعليهن الطاعة في المنشط والمكره بالمعروف، وتلقى رسول الله هذه البيعة من الرجال والنساء على السواء، وهاجر بعدها إلى المدينة، والحقيقة أن البيعة من أبرز جوانب العمل السياسي الذي تمارسه الأمة، ومع استكمال أركان الدولة، كانت المرأة تهتم بشؤون المسلمين، وتناقش رسول الله، وكان صلى الله عليه وسلم يشاورها في الأمور الخاصة والعامة، وفي الغزوات شاركت في صياغة الحرب والسلم، وكل ذلك يؤكد حق المرأة في ممارسة العمل السياسي». الدور السياسي أما د. جعفر عبد السلام، الأستاذ بجامعة الأزهر، فقال: «أقر الإسلام الحنيف للمرأة حقوقها في المشاركة السياسة، ويأتي التطبيق العملي لتلك الحقوق ليؤكد ذلك بوضوح، حيث لعبت المرأة دوراً كبيراً في نصرة الإسلام والتمكين له منذ البعثة، وفي مختلف العصور، وإن اختلف هذا الدور من وقت لآخر، ونشير هنا إلى الدور السياسي لبعض سيدات الإسلام في عصره الأول، حيث قامت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها بدور كبير في نصرة الدين الإسلامي والتمكين له، فقد كانت من أسرة كبيرة، ولها مركزها في المجتمع المكي، تمارس التجارة، ولها أموال كثيرة تستثمرها في مكة وغيرها، في رحلتي الشتاء إلى اليمن، والصيف إلى الشام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتاجر في أموالها. ويتجلى دور السيدة خديجة السياسي بعد البعثة، فعندما دخل النبي عليها بعد نزول الوحي عليه فقال: زملوني زملوني فزملته حتى ذهب عنه الروع، فقال لها وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب العدم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به، حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن عمها، فقالت له: يا ابن العم اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزراً، ويتجلى الدور السياسي للسيدة خديجة هنا في أنها لم تقصر في علاقتها بالرسول (ص) فقط، بل النصرة بالجاه والمال والحماية، وناصرته معنويا ونفسيا، مما يؤكد مكانتها ودورها البارز في الإسلام. شاركت في الحروب ويسجل التاريخ أن سيدات الأنصار اشتركن في بيعتي العقبة الأولى، والثانية لمبايعة النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصرة والحماية، مما يدل على أن المرأة لم تستبعد من التاريخ السياسي للدولة الإسلامية في أي مرحلة من مراحله، كما شاركت المرأة في حروب الإسلام ضد الظلم، وفي إبرام العقد الاجتماعي، أو دستور المدينة الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم وأقرته جميع طوائف المدينة في السنة الأولى للهجرة، بل إن العقد نفسه قد تم في منزل امرأة يهودية، هي دمنة بنت الحارث». وتابع د. جعفر: «للمرأة دور سياسي بارز في حياة المسلمين، ولم تكن أبداً كمّاً مهملاً كما يدّعون، بلا كانت تشارك في السياسة وفي التجارة بل وفي الحرب وفي جميع شؤون الحياة، ولكن غلب عليها العمل في المنزل في تربية الأبناء، وهي مهمة صعبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©