كان سكان منطقة الزاهية «النادي السياحي سابقاً» في العاصمة أبوظبي يمنون النفس بقرب انتهاء التحويلات الأزلية في المنطقة، وإذا بشركة «مساندة» تفاجئهم بتحويلات جديدة، تستمر لمدة تسعة أشهر- إذا ما جرت الأمور حسب ما خطط لها- وتجري على مرحلتين، الأولى بدأت أمس الأول، والثانية في 31 من الشهر الجاري، وكلتاهما ستستمر حتى مارس من العام المقبل 2018. أحد الضيوف الأجانب ممن يتردد على الدولة، وينزل في الفنادق الواقعة في تلك المنطقة الحيوية من عاصمتنا الحبيبة، استغرب أن تستغرق التحويلات أمام «أبوظبي مول»، كل هذه السنين كما لو أن الحلول المبتكرة والذكية قد أعيت جهابذة هندسة وتخطيط الطرق عندنا، والذين بعد عشرة أعوام استغرقها تطوير شارع الشيخ زايد «السلام سابقاً» لا يزالون يضعون التحويلات تلو الأخرى فيه. «مساندة» تقوم بجهود عظيمة ومقدرة لتطوير وتعزيز البنية التحتية، وبالذات في الطرق الخارجية والإسكان، ولكن تحويلات الطرق الداخلية مزعجة، ومربكة خاصة في المناطق السكنية المكتظة كالزاهية، وتكون أكثر إزعاجاً عندما تستغرق أوقاتاً أطول من الفترة المحددة لعجز الشركات المنفذة عن الوفاء بالتزاماتها في الوقت المحدد، والمقرر لإنجاز المشروع هنا أو هناك. ولعل المثال الصارخ أمامنا التحويلات المزمنة في التقاطع المقابل عند «أبوظبي مول». وكذلك أعمال الإنشاءات القائمة لتحسين الجزء الأخير من شارع الفلاح باتجاه «البحرية». القاطنون في تلك المناطق والمترددون عليها ومستخدمو الطرق فيها يدركون أن هذه المشاريع -وإن طالت فترات تنفيذها- إنما هي لأجلهم ولتسهيل حركتهم فيها مستقبلاً، ولكن يتطلعون لبقية الجهات وفي مقدمتها البلدية و«مواقف»، ودائرة التنمية الاقتصادية للنظر لمعاناتهم بعين التقدير والاعتبار، فهذه الدوائر لتقدير ظروف المحال التجارية المتأثرة بهذه الأعمال والتحويلات، والتي بات يعزف عنها المتسوقون لسبب بسيط، إذ لم يعد يوجد مكان للوقوف أمامها، وحتى يصعب الدخول إليها. بعض أصحاب المشاريع الصغيرة اضطروا تنفيذاً لاشتراطات البلدية والتنمية الاقتصادية، لاستئجار محال بمساحات كبيرة في شارع الفلاح أو منطقة الزاهية فجاءت هذه الأعمال والتحويلات لتضيف أعباءً فوق أعباء وتكاليف التأسيس، وتأثرت أعمالهم بصورة تتطلب التدخل والمساعدة. وحتى السكان المتأثرون بالأعمال والحاصلون على تصاريح «مواقف»، ولم تعد لسياراتهم مواقف، يحتاجون لمراعاة ظروفهم بدلاً من إمطارهم بالمخالفات الباهظة.. الحل الوحيد الذي تجيده «مواقف»!!.