تبذل مؤسسات التمويل الدولية جهوداً متواصلة لتوفير مصادر وأدوات جديدة لتمويل المشاريع التنموية في الدول النامية للمحافظة على مستوى متوازن من النمو الاقتصادي والاجتماعي لتلك الدول، ومواجهة التحديات التمويلية التي تعترض عملياتها التنموية. وخلال السنوات الماضية، حققت جهود الصندوق نجاحات كبيرة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كلاعب رئيسي في العمل التنموي العالمي، فعمل الصندوق على دعم الجهود الدولية في التصدي للتحديات الإنمائية وتحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية. ولم يتوان الصندوق منذ تأسيسه من قبل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 15 يوليو عام 1971، من تقديم القروض التنموية الميسرة لتمويل مشاريع تعمل تحسين البنية التحتية وتدعم النمو الاقتصادي، فكان شريكاً لحكومات الدول النامية، وقدم المساعدات التنموية لتمكين تلك الدول من بناء مجتمعات تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة.
ووضعت دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثوابت راسخة لتحقيق العمل التنموي وتحقيق التقدم والازدهار في الدول النامية حتى غدت الدولة في ريادة دول العالم بتقديم المساعدات التنموية لتصل مساعدات الصندوق التنموية إلى 83 دولة في مختلف قارات العالم.
ومنذ ذلك التاريخ والصندوق يحمل تلك الرسالة الهادفة إلى بناء الإنسان وتوفير وسائل العلم والمعرفة لوضعه على الطريق الصحيح ليكون عنصراً فعالا في مجتمعه، إذ وجه الصندوق نشاطه التنموي لدعم قطاعات البنية الأساسية، وعلى رأسها تطوير الخدمات الصحية والتعليمية والنهوض بها، إضافة إلى دوره البارز في دعم قطاعات حيوية تسهم بشكل مباشر في تعزيز التنمية الاقتصادية في تلك الدول مثل، الزراعة، والمياه والإسكان والنقل والصناعة، والطاقة المتجددة غيرها من القطاعات التي انعكست على حياة الشعوب وحسنت من ظروفها المعيشية.
ولتحقيق رؤيته المتمثلة بأن يكون نموذجاً يحتذى في تقديم العون التنموي لتقليل الفقر العالمي، اعتمد الصندوق على استراتيجيات عمل واضحة، فمضى قدماً في إطلاق المبادرات النوعية وتعزيز شراكاته مع صناديق ومؤسسات التمويل الدولية، لإيمانه بأهمية تضافر الجهود الدولية في مجال محاربة الفقر، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات النامية.
فكان للصندوق الدور البارز في هذا المجال، حيث مول آلاف المشاريع التنموية التي بلغت تكلفتها نحو 77 مليار درهم، مما مكن دولة الإمارات من تصدر دول العالم ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية من خلال تقرير لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD» واحتلالها للمركز الأول على مستوى دول العالم لعام 2016 للمرة الثالثة على التوالي.
ستبقى رؤية ورسالة الصندوق في مساعدة الدول النامية وتبني أفضل الممارسات العالمية في مجال العمل التنموي ثابتة وسوف يستمر الصندوق في دوره البناء ومساعدة المجتمع الدولي على مواجهة التحديات الإنمائية وتوفير بيئة سليمة تضمن حياة كريمة لملايين السكان والشعوب المحتاجة.
عدد اليوم
