الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

احتضان العالم في «غفوة عند الذئاب»

احتضان العالم في «غفوة عند الذئاب»
11 يوليو 2017 22:58
فاطمة عطفة (أبوظبي) كتاب مدهش بما فيه من غزارة المعلومات، وقراءته ممتعة إلى حد يخطفك برحلاته الساحرة، من بيروت والقاهرة إلى أميركا اللاتينية، ومن ثلوج روسيا إلى ثلوج سويسرا، ومن لندن وباريس وبرلين إلى جنوب أفريقيا، ثم يطير بك من نيويورك إلى جزر المالديف، لتكتشف درجة الصفر بين الشمال والجنوب في خط الاستواء. هذه لمحة رمزية عابرة لما يحدثنا عنه محمد عبيد غباش في كتابه الشائق «غفوة عند الذئاب». ولا يكتفي الكاتب بالتنقل الواسع بين عشرات المدن والبلدان في مشارق الأرض ومغاربها، وبين شمالها وجنوبها، وبين أسفار البر والبحار والأجواء، بل يتيح لك أن تلتقي معه بأنواع مختلفة من الناس: أصدقاء وكتاب ومجرمين، وحتى أعداء تتجنب رؤيتهم، وهو يستعرض مشاهد وتصرفات من عالم الحيوان والنبات، فضلاً عن الإنسان. في أجواء الإمارات يصحبه صديقه الطيار «أبو عمر» في مغامرة مرعبة وسط العاصفة، وفي موسكو يتحاور مع سفاح يعبث بمسدسه، لكنه بالصبر والكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، يحول السفاح إلى حمل وديع. وفي بانكوك، يضطر أن ينام في غرفة مسكونة بالبعوض لأن صاحب الفندق بوذي يرفض قتل الحشرات! ويقول إن العلماء يقدرون «أن المنتصر، بعد حرب نووية شاملة، سيكون في الغالب الصرصور»! وهكذا يكفي أن نرافق الكاتب عبر بعض رحلاته «من دبي عبر ثلاث قارات.. ليبدأ اكتشافه لأميركا من جزر البهاما». وفي مطار الكونغو، حين لا يمكن التفاهم مع الجندي بأي لغة، سمعه أخيراً يقول: «دبي.. دبي» وهو يشير إلى ياقة معطفه، وعليها: «صنع في جبل علي، دبي». وفي موضع آخر يقول: «الفكاهة في مصر ليست سرداً للنكات والطرائف، بل أسلوب حياة». ويسافر من شرم الشيخ إلى القاهرة بالسيارة، عبر نفق تحت القناة، ولكن «ما يميز هذا النفق أنه يمثل نقطة التقاء بين أقدم وأكبر قارتين في العالم». ومن تمثال الحرية في نيويورك إلى شعب بوان والمتنبي، ومن معاناة حمدة خميس بسبب مقالها عن الأشجار، إلى قول الشاعر محمد أحمد السويدي: «إن أسلافنا منحوا الأشجار بعداً روحياً حين جعلوا عشتار تتمثل في النخلة والعزَّى بشجرة السمر». ويلمح الكاتب إلى أهمية التراث المعماري قائلاً: «من مسقط في أقصى المشرق وإلى فاس في أقصى المغرب، تزخر المدن العربية بالمباني التراثية التي بقيت بعيدة عن أيدي المقاولين». الكتاب مؤلف من عشرين رحلة ومقدمة بقلم أحمد أميري، ويقع في 180 صفحة من القطع المتوسط، من إصدارات «دار العين للنشر»، القاهرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©