الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انهيار «داعش» وتحرير الموصل أولى نتائج الضغط على قطر

11 يوليو 2017 02:01
عواصم (وكالات) جددت المملكة العربية السعودية، أمس، التأكيد على أن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها مع الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي، وزعزعة استقرار دول المنطقة، والتدخل في شؤونها، وقالت: «إن الدول الأربع أعدت ملفات دقيقة، مدعمة بالوثائق والحجج، على تورط النظام القطري في دعم الإرهابيين». لافتة إلى أنه لم يكن ممكناً لولا القرارات الحازمة الوصول إلى بعض النتائج سريعاً، مثل انهيار «داعش»، وتحرير الموصل، ومتوقعة أنباء مماثلة أخرى في الأيام القليلة المقبلة، بفضل استمرار الحزم، والضغط على قطر. في المقابل، وإذ بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من الكويت أمس جولة، ينتظر أن تشمل الدوحة والرياض، سعياً لدعم جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتحقيق انفراجة في الأزمة، فيما قام وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس بزيارة إلى مسقط، حيث التقى الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله. فقد جدد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه في جدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التأكيد على مضامين البيان المشترك الذي أصدرته المملكة والإمارات والبحرين ومصر، بعد تسلم الرد القطري، بأن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها. منوهاً بالشكر والتقدير لجهود أمير الكويت لحل الأزمة، في إطار حرصه على وحدة الصف الخليجي والعربي. وأعرب المجلس عن شكره لما أبداه المشاركون في قمة مجموعة العشرين من تقدير لجهود السعودية في مكافحة الإرهاب، مجدداً التأكيد على أن مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز قيم الاعتدال، مسؤولية دولية تتطلب التعاون والتنسيق الفاعل بين الدول، حيث إن الإرهاب لا دين له، وهو جريمة تستهدف العالم أجمع ولا تفرق بين الأديان والأعراق. وثمن تمكن الجهات الأمنية من إحباط عمل إرهابي وشيك، كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، والقبض على خمسة من عناصر الخلية الإرهابية، معبراً عن الاستنكار الشديد لهذا المخطط، الذي تجاوز كل الحرمات باستهداف أقدس البقاع وأطهرها. واستنكر المجلس الاعتداءات الإرهابية بوساطة مقذوفات متفجرة، والتي استهدفت دوريات أمن بمحافظة القطيف، ونتج عنها استشهاد رجلي أمن وإصابة آخرين، مشدداً على أن الجهات الأمنية في المملكة قادرة على مواجهة هذه المخططات الإجرامية والإطاحة بالمتورطين فيها، وستتصدى بحزم لكل من يعتدي على استقرار الوطن وأمن المواطنين وسيحاسب كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المملكة. وأعرب عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا شمال سيناء في مصر، وللهجوم الذي وقع على مخيم للنازحين بمحافظة الأنبار العراقية، مجدداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر والعراق، ومؤكداً مواقفها الثابتة ضد الإرهاب والتطرف. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد أن اللعبة التي تلعبها قطر منذ سنوات عبر التخريب والتواطؤ مع التنظيمات الإرهابية، قد انكشفت للعالم، وقال في تصريحات لصحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، إن قطر باتت تشكل خطراً على أمن واستقرار دول الخليج، بسبب الدعم المتواصل للإرهاب، وتمويل المنظمات مثل «القاعدة» و»داعش» وجبهة «النصرة» و»الإخوان» و»حزب الله»، وقد رفضت كل الوسائل الدبلوماسية لحل الأزمة، ولم تظهر أي نية في التخلي عن دعمها للإرهاب. وقال العواد: «إن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لا تتهم المؤسسات التابعة للحكومة القطرية بدعم الإرهاب، بقدر ما تتهم حكومة الدوحة بذلك وعلى أعلى مستوى، وقد أعدت ملفات دقيقة، مدعمة بالوثائق والحجج، على تورط النظام القطري في دعم الإرهابيين». وأضاف: «إن صرامة مطالب الدول الأربع مردها الوعي للخطورة الكبرى التي أصبحت تُمثلها قطر على دول الخليج والدول العربية الأخرى، بعد أن اخترعت آلة جهنمية مدمرة، تعتمد على الإرهاب، لإشاعة الاضطرابات في دول المنطقة، وشراء كل ما يباع لخدمة هذا المشروع، بما في ذلك كأس العالم لكرة القدم 2022، بحثاً عن مكانة ونفوذ في المنطقة يمكنها استغلاله لاحقاً». وأوضح العواد «أن القول إن الجزيرة تـُمثل حرية الإعلام المقموعة، ليس دقيقاً، فالجزيرة أكثر من مجرد قناة إخبارية، لكنها مشروع سياسي متكامل منذ البداية، وهدفه هدم أسس عمل حكوماتنا، إن الجزيرة مشروع علمي للتنظير للتشهير وتشريع وتبييض الإرهابيين»، وأضاف «يكفي النظر إلى منهجية عمل هذه القناة لملاحظة هذه التفاصيل الخطيرة.. إن الجزيرة ليست مشروعاً إعلامياً بالمعنى المهني، هي أقرب إلى صناعة الأخبار الكاذبة، بالمفردات الرائجة اليوم، وهي أقرب إلى أداة العمل الفعال في يد منظمات مثل حزب الله، وبمجرد بث أي خبر تعمل الجزيرة وشبكتها الضخمة على صناعة الخبر الكاذب وترويجه، عن طريق ما لا يقل عن 23 ألف حساب، تعمل جميعها على تسميم وتضليل الرأي العام»، وأضاف متوجهاً إلى قطر «الآن يكفي، لن نقبل بمزيد المناورات والمخططات ضدنا». وقال العواد ردا على سؤال عن مواقف الدول الغربية والأوروبية من الأزمة: «إن قطر تسعى إلى إظهار المسألة على أنها صراع على كسب تأييد الدول الأوروبية والغربية، ولكن الدول الأربع تجاوزت هذه المواقف منذ بداية الأزمة، فنحن لا نبحث عن تأييد أو دعم، ونقدر سياسة الحياد والتوازن في العلاقات التي تعتمدها الدول الأوروبية، فنحن صراعنا أكبر من قطر، صراعنا ضد الإرهاب، وتمويله، والاضطرابات في المنطقة، وتأكيد الإصلاح والتطوير، وترسيخ العمل السلمي المشروع، ولم يكن ممكناً لولا القرارات الحازمة ضد قطر، الوصول إلى بعض النتائج سريعاً، انظر إلى انهيار داعش، وتحرير الموصل مثلاً، وستكون هناك أنباء مماثلة أخرى في الأيام القليلة المقبلة، بفضل استمرار الحزم، والضغط على قطر». إلى ذلك، بدأ وزير الخارجية الأميركي من الكويت أمس جولة بعد تركيا ينتظر أن تشمل الدوحة والرياض سعياً لدعم وساطة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتحقيق انفراج في الأزمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر. وقال آر.سي. هاموند مستشار تيلرسون: «إن الوزير تيلرسون الذي التقى أمير الكويت، سيستعرض سبل كسر جمود الموقف بعد رفض قطر مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لرفع العقوبات»، وأضاف: «زيارة السعودية وقطر تتعلق بفن الممكن.. المطالب الـ13 انتهت.. لا تستحق العودة إليها بشكل مجمل.. هناك أمور يمكن أن تنجح من بينها». وأضاف هاموند: «إن من الضروري أن تتخذ قطر وكذلك الرياض وحلفاؤها خطوات لوقف أي دعم مالي للجماعات المتطرفة، خاصة في أعقاب هزيمة داعش بمدينة الموصل العراقية»، وأضاف: «إنه طريق يسير في اتجاهين. لا أبرياء هنا.. نريد تقدماً بشأن تمويل الإرهاب.. يعتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة أنك إذا قطعت التمويل فإنك تنهي قدرة الإرهاب على ترسيخ أقدامه في مناطق جديدة، وكلما طال أمد هذا الصراع تزيد الفرصة المتاحة لإيران.. هدفنا هو أمن الولايات المتحدة وأمن حلفائنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©