عندما تتجه للضواحي السكنية الجديدة من عاصمتنا الحبيبة تلمس حجم الجهد الضخم والاستثمارات الهائلة لمختلف الجهات المختصة في إمارة أبوظبي لإسعاد الإنسان ورخائه ورفاهيته، وتوفير كل مقومات الحياة الكريمة من خلال توفير أهم مقوم من مقوماتها، ونعني المسكن اللائق في هذه المناطق المعززة ببنى تحتية متطورة للغاية وشبكات الطاقة والماء والصرف الصحي، وشبكات أخرى من الطرق العصرية والجسور والأنفاق المقامة وفق أرقى المواصفات العالمية للمناطق الحضرية والسلامة، بما يجسد رؤية القيادة الرشيدة للارتقاء بالإنسان باعتباره محور كل برامج وأهداف خطط التنمية المستدامة. ولأننا في مجتمع جُبل على تبجيل وتعظيم قيم الترابط والتواصل الأسري لا يمضي يوم دون تزاور السكان وتنقلهم بين هذه المناطق سواء من العاصمة أبوظبي باتجاه مدن زايد وخليفة ومحمد بن زايد وشخبوط وبني ياس والوثبة والشوامخ والشامخة والفلاح أو بالعكس. في كل مرة أتوجه لإحدى هذه المناطق تبرز أمامي العديد من علامات الاستفهام المتعلقة بأداء جهات التنفيذ التي أنفقت بسخاء لترى هذه المشروعات العملاقة النور، ومع هذا توانت عن استكمال المشهد الجميل بنشر اللوحات الإرشادية الغائبة تماما عن الأحياء الداخلية التي لا يوجد فيها ما يساعد الخارج منها على التوجه لمنفذ يقوده للطريق الرئيسي باتجاه العاصمة أو غيرها. وعلى الرغم من نظام«عنواني» الذي أدخلته منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة بلدية أبوظبي ليساعد المقيمين في المدينة وزوارها على سهولة الوصول إلى مقاصدهم، فإن شريحة واسعة من الناس تعتمد على تطبيق خرائط«جوجل»، وبالذات الشباب الذين استغنوا عن تلك الطريقة التقليدية في الاستدلال على المناطق، والتي كانت تعتمد على عد الدوارات أو البحث عن مسجد أو «سوبر ماركت» أو بقالة أو مقهى قريبين للانتظار عندهما ريثما يأتي من يرشدهم. ولكنْ هناك آخرون لا يجيدون مهارات استخدام التطبيقات الذكية، وهم كُثر. شخصياً أدعو البلدية لتكريم «السيدجوجل» ضمن التكريم السنوي للشركاء الاستراتيجيين للدائرة لدوره الملموس والملحوظ في سد هذه الثغرة والنقص الواضح في نشر اللوحات الإرشادية للطرق داخل المناطق والأحياء السكنية، وتخفيف الضغط عن نظام«عنواني». وطالما نتحدث عن جهود البلدية في هذه المناطق نتمنى أن تولي كذلك مسألة استكمال إنارة الطرق في الأحواض الداخلية الاهتمام الذي تستحقه من أجل اكتمال فرحة سكانها بالخدمات المقدمة لهم.