تمتد علاقتي بالكرة السودانية إلى ما يقارب الـ 40 عاماً، حيث كانت أولى جولاتي خارج مصر إلى العاصمة السودانية الخرطوم عام 1979، عندما تم تنظيم مباراة التكامل ما بين الزمالك مع المريخ ضد الأهلي مع الهلال، وانتهت المباراة التي أقيمت على استاد المريخ بأم درمان بالتعادل السلبي، وعاد لاعبو الزمالك والأهلي «حبايب» على طائرة واحدة. ولأنني أعلم قيمة الكرة السودانية جيداً، فقد ساءني أن أتابع قرار الفيفا بتجميد نشاطها نتيجة التدخل الحكومي في الانتخابات الأخيرة ما بين سر الختم والمعتصم جعفر، وكأنه كُتب على الكرة السودانية، التي كانت إحدى ثلاث دول أسست الاتحاد الأفريقي، أن تخطو خطوة للأمام ثم تتراجع عشر خطوات إلى الوراء، وكأن هناك من يريد أن يركلها إلى الخلف بدلاً من أن يدفعها إلى الأمام. ويكفي كم الخسائر التي تتعرض لها الكرة السودانية، حيث حرمان منتخبها من مواصلة مشواره في تصفيات أمم أفريقيا 2019 بالكاميرون، وحرمان المريخ من استثمار نجاحه في دوري أبطال أفريقيا والتأهل إلى دور الثمانية، وكذلك استبعاده من دوري أبطال العرب الذي ينطلق بالقاهرة بعد أيام، فضلاً عن حرمان هلال الأبيض من التأهل إلى الدور التالي في بطولة الكونفدرالية بعد أن تصدر مجموعته بكل الكفاءة والاقتدار. ولا أدري لماذا اكتفت الحكومة السودانية بدور المتفرج، وهي تتابع تحول الكرة السودانية إلى ساحة المحاكم إلى أن انتهى بها الأمر إلى غرفة الإنعاش، وإلى متى سيستمر هذا المشهد العبثي الذي لا يفيد سوى أعداء الكرة السودانية. يا سادة، ليس هناك فائز في تلك المعادلة المعقدة، فالكل خاسر إلى أن يقتنع الجميع بأن مصلحة الكرة السودانية أهم ألف مرة من كل المصالح الشخصية. ولتحيا الكرة السودانية ولتذهب كل المقاعد والمناصب إلى الجحيم! وقلبي معك يا زول ! ×××× خلال فترة وجيزة بدأت الكرة المصرية موسم الهجرة إلى الكرة السعودية، حيث أقوى دوري في الوطن العربي، إذ استأنف كهربا رحلة احترافه الناجحة مع فريق الاتحاد، بينما انضم الحضري أسطورة حراسة المرمى المصرية إلى صفوف نادي التعاون، قبل أن يلحق به الزملكاوي مصطفى فتحي في أول تجربة له خارج الملاعب المصرية. وبالتأكيد فإن تجربة كهربا الناجحة مع «الإتي» كانت سبباً رئيساً لفتح الملاعب السعودية أمام اللاعب المصري.