الموسيقى غذاء الروح ووسيلة من وسائل إضفاء البهجة والسعادة للإنسان ومحيطه وتساعده على صفاء الذهن والراحة والاسترخاء، ليس للإنسان فحسب، بل رصد العلماء تأثيراتها على بقية الكائنات، وتابعنا حرص الدنماركيين والهولنديين على تدليل أبقارهم باعتبارها وألبانها من أهم صادرات البلدين اللذين يتربعان مؤشرات أسعد شعوب العالم. الموسيقى على يد مؤسسة الإمارات للخدمات البريدية التجارية (إمبوست) تحولت إلى وسيلة للتعذيب وحرق أعصاب المتعاملين معها ممن تقودهم الظروف لانتظار خدماتها رغماً عنهم لأن جهة من الجهات ذات الصلة المباشرة بمتطلباتهم الحيوية تعاقدت على تسليم الوثائق من خلال «إمبوست» التي لا تكترث بأي اعتبار فالمتعامل من منظورها ليس أمامه بديل سوى الانتظار. أما كيف تحولت الموسيقى إلى أداة تعذيب، فادعو الجميع لاختبار قوة تحمله وأن يجرب الاتصال برقم خدمة العملاء بمركز المؤسسة، فبعد أن تحدد الخيارات تستلمك وصلات الموسيقى حتى تضطر لإغلاق الخط الذي هو بالمناسبة غير مجاني، وتعاود الاتصال لعل الله يفرجها في وجهك ويرد عليك أحد موظفي المركز. تابعت معاناة أحد الأخوة المواطنين الذي تلقى رسالة عاجلة على هاتفه من «إمبوست» تطالبه بالاتصال الفوري لتحديد موعد لتسليمه بطاقة مهمة يحتاج إليها في تعاملاته اليومية، ومنذ يوم الاثنين الماضي وحتى الآن بانتظار أن يتكرم عليه أحد موظفي المركز للرد عليه. وحتى مشرفو المراكز تجدهم يتصلون بك في ساعات مبكرة وعندما تعاود الاستفسار لا يردون، لأن الرقم مبرمج على الاتصال لا الرد. ممارسات « إمبوست» فيها إساءة للمؤسسة الوطنية في المقام الأول عندما يقارنها الجمهور بالأداء الراقي والاحترافية العالية شركات عالمية معروفة تعمل في الدولة في مجال التوصيل السريع للوثائق والطرود، وتحرص على إسعاد المتعاملين بالالتزام بالتسليم في الأوقات المحددة ولها أرقام مجانية لمراكز الاتصال الخاص بها والتي يرد موظفوها بسرعة لأنهم يستشعرون أهمية الوثيقة المراد تسليمها لصاحبها، لا ينظرون لمراجعهم نظرة المضطر لخدماتهم اعتقاداً منهم بعدم وجود بدائل. وقد كانت تلك النظرة الخاطئة أحد أسباب تفضيل الجمهور لاستلام بطاقات «الهوية» من مكاتب البريد بدلاً من انتظار مندوبي «إمبوست» مما أدى لمراجعة الهيئة لأسلوب التسليم برمته. اليوم بعد إبرام بلدية أبوظبي عقداً من المؤسسة، كان الله في عون من ينتظرون «يواني عيش البلدية» فمفهوم العاجل عند «إمبوست» صعب الهضم.