الحوار، الحرية، والسيادة، قطر لم تتوقف يوماً عن الحديث عن ضرورة الحوار قبل المقاطعة، وتحدثت لدول العالم، ومن خلال وسائل إعلامها، عن ذلك، واتهمت الدول المقاطعة بأنها اتخذت قرار المقاطعة بشكل مفاجئ دون حوار معها حول سبب المقاطعة، والرد على ذلك هو، ما الذي فعلته الدول المقاطعة في عام 2013 و2014 وبعد ذلك وإلى يوم قرار المقاطعة، وما الذي كانت تفعله قبل ذلك بسنوات؟ ألم يكن حواراً ونقاشاً بل وطلباً صريحاً بتصحيح قطر لأوضاعها، ولكن قطر كانت وما زالت تتكبر ولا تأنف من أن تكذب؟ الكذبة الثانية هو الحديث عن حرية الإعلام، وقناة الجزيرة، رافعة راية الرأي والرأي الآخر، فعندما طلبت الدول الخليجية من قطر، وعلى مدى سنوات، أن تغير سياسة ونهج القناة المعادية للدول الخليجية والعربية، والمتسبّبة في تأزيم الأوضاع في كثير من الدول، لم تستجب قطر، والمؤسف أنها بدلاً من أن تقوم بتعديل نهج القناة، فقد تبنت الجزيرة خطاب الإرهاب والعنف والتطرف، وأصبحت منبراً للإرهابيين، ولم تعد للحرية مساحة على شاشتها إلا الحرية التي تتعدى على حرية الآخرين، أما الرأي الآخر فهو غير موجود أصلاً، فهل استضافت القناة معارضاً قطرياً أو مخالفاً لسياسات قطر؟ بالطبع لا، فالحرية كذبة أخرى تتاجر بها عند الغربيين الذين يقدسون الحرية ويحترمون من يمارسها. الكذبة الثالثة هي البكاء على سيادة قطر المنتهكة والمغتصبة، فمنذ أول يوم للمقاطعة، وهي تتكلم عن محاولة الدول المقاطعة مس سيادتها، وبالتالي هي تدافع عن هذه السيادة المزعومة، والحقيقة أن دول الخليج لم تفكر، بل ولا يهمها أن تقترب من سيادة قطر أو غيرها من الدول، بل قطر هي التي تعدت على سيادة كثير من الدول، والأدلة موجودة، وفي الوقت نفسه قيادة قطر هي التي استباحت سيادة قطر للغريب باستقبال جنود أتراك وإيرانيين على أراضيها، فماذا بقي من سيادة قطر بعد أن فرطت فيها لمصلحة الغريب والطامع؟ أما الكذبة الرابعة، فهي الحصار، فقد روجت قطر في إعلامها وفي وسائل الإعلام العالمية، أنها محاصرة، وأن الدول المقاطعة تتعمد محاصرتها لإضعافها وإخضاعها والضغط عليها لتنفيذ ما لا تقبله، وبالقانون الدولي، وبالأعراف الدولية، اتفق الجميع على أن ما يحدث ليس حصاراً، وإنما مقاطعة وحق تكفله جميع القوانين للدول المتضررة من دولة ما أو تشعر بالخطر من ناحيتها، وهذه الكذبة كفتنا القوانين الدولية الرد عليها. تعود العالم على أكاذيب قطر، فأمس، نفى وزير خارجية ألمانيا ما نقلته قناة الجزيرة، وقبل ذلك نفى العديد من المسؤولين من دول مختلفة ما تتداوله وسائل إعلامية قطرية على أنها غير صحيحة، وهل هناك أكثر وأكبر من تحريف ترجمة كلمة الرئيس ترامب التي ألقاها في بروكسل منذ شهر تقريباً؟! لقد أصبحت أكاذيب قطر مكشوفة جداً جداً. وفي مقابل الكم الهائل من الأكاذيب القطرية، فإن الدول الأربع المقاطعة والداعية لمكافحة الإرهاب، لديها حقيقة واحدة، وهي أنها مستمرة ولن تتراجع عن مقاطعة قطر التي ثبت دعمها للإرهاب وتمويلها للمنظمات والجماعات الإرهابية، وثبت تأزيمها وتأجيجها للأوضاع في الدول العربية، وأنها في قرارها هذا تدرك تماماً مهما كثرت أكاذيب قطر وعلا صراخها، أنها ستعود في نهاية الأمر، وترضخ للإرادة العالمية والإنسانية والأخلاقية، وستتوقف عن دعم الإرهاب برضاها أو غصباً عنها.