السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء: الرفض القطـري دليل على رغبتها في إيذاء الجوار ودعم الإرهاب

7 يوليو 2017 01:29
صالح أبوعوذل (عدن) تواصل دولة قطر الصغيرة المضي في خيار العداء الواضح للأشقاء في الخليج والوطن العربي، جراء إصرارها على مواصلة تحالفاتها مع الجماعات الإرهابية والإيرانية، المتورطة في إشعال الحروب في المنطقة العربية برمتها. وكشفت وثائق وتقارير سرية تورط الدوحة في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة في اليمن ومصر وليبيا والعراق وسوريا بالتحالف مع العدو الأول للمنطقة (إيران)، وفق ما يؤكده خبراء وسياسيون. وتصر الدوحة على رفض كل الجهود التي تبذل لتسوية الأزمة مع عدد من الدول الشقيقة التي أعلنت مقاطعتها، جراء تمسكها بالجماعات الإرهابية وتحالفها العلني مع إيران والإخوان. وأعلنت العديد من الدول موقفها من الدوحة، مؤكدة تورطها في دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة العربية والعالم، فقد قال الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون إن «دولة قطر للأسف ممول تاريخي للإرهاب على مستوى عال جداً ويجب أن ينهوا هذا التمويل»، وشددا على «أهمية مكافحة الإرهاب ووقف جميع أشكال التمويل مهما كانت مصادرها»، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «يتعين على قطر أن تواصل العمل مع حلفائها الخليجيين للتصدي لخطر التطرف والإرهاب في المنطقة»، فيما شدد وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل أنه «لا بد من وضع نهاية لإيواء وتمويل الإرهاب». وفي هذا الإطار أكد خبراء وسياسيون أن الدوحة تصر على معالجة الخطأ بالخطأ. وقال السياسي اليمني منصور صالح لـ«الاتحاد»: « للأسف يبدو أن قطر تصر على معالجة الخطأ بخطأ آخر، وبدلاً من أن تبدي حسن نوايا وتعمل على رأب الصدع مع الأشقاء، ها هي تمضي في اتجاه استفزازهم من خلال توجيه بوصلتها جهة إيران وتركيا بحثاً عن الحماية من مخاطر وتهديدات مزعومة». وأضاف: « إن كانت قطر تبحث عن تسوية لمشكلتها مع محيطها والعودة إلى واقعها العربي فعليها أن تستجيب لمطالب الأشقاء، وهي مطالب واقعية وتخدم قطر ومستقبل الشعب القطري قبل غيره لأنها ستضعه مع وئام مع جيرانه وإخوته العرب وفي المقدمة الخليج». وأكد أن التعنت والمماطلة من قطر لن تجبر الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين ومصر على التراجع عن مواقفهم في قطع العلاقات مع قطر، فهم الحلقة الأقوى وليسوا بحاجة إلى قطر بقدر حاجة قطر إليهم». وأضاف: «الرفض القطري للمطالب الخليجية دليل إصرار وتعنت على مواصلة السلطة الحاكمة في الدوحة لإيذاء الجوار ودعم الإرهاب وشق الصف العربي والخليجي وخلق بؤر الصراع والنزاع في أكثر من بقعة من المنطقة، وهذا أمر يشكل السكوت عنه خطراً يتهدد مستقبل شعوب المنطقة ويجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن لا يهدأ». وقال الخبير الاستراتيجي اليمني العميد ركن ثابت حسين صالح إن العديد من السيناريوهات متوقعة خلال الفترة القادمة، ولعل أهم هذه السيناريوهات أن ترفض قطر الوساطة، وبالتالي سيكون أمام دول الخليج ومصر تشديد الحصار وبوسائل أكثر تأثيراً على قطر، وفي هذه الحالة ستواصل قطر محاولة تدويل القضية وفتح بابها أمام التدخل التركي والإيراني المعادي أصلاً، ومن حيث المبدأ للعرب، والذي ظهر جلياً على سبيل المثال تجاه مصر السيسي حينما اتفقت كل من إيران وتركيا على دعم الإخوان. وأضاف: «أما السيناريو الثاني، وإن كان لا يزال مستبعداً حتى الآن، وهو أن تستجيب قطر لشروط جيرانها وتعتذر وتعود إلى رشدها في صف المنظومة الخليجية، والخيار الثالث وهو الخيار العسكري وإن كان لا يزال مستبعداً حالياً. وقال الإعلامي اليمني صلاح العاقل: «يبدو أن قطر تسعى منذ وقت طويل لبناء تحالفات جديدة في المنطقة مع حلفاء مثل تركيا وإيران تقوم سياستهم التوسعية على حساب تقويض السلام وتغدية النزاعات في دول المنطقة ودعم الحركات المتطرفة والجماعات الانقلابية لخدمة أجندة مشبوهة». وقال الكاتب السياسي اليمني أسامة عدنان «إن كارثة قطر لن تقف عند رفضها المطالب الخليجية المصرية التي قدمت قبل أيام قليلة لإنهاء حالة المقاطعة الشاملة التي اتخذتها هذه الدول تجاه قطر نتيجة التدخلات السافرة في الشؤون المحلية ومحاولاتها زعزعة الأمن في هذه الدول بأشكال وأساليب مختلفة أبرزها دعم الجماعات الإرهابية سيما جماعة الإخوان بمسمياتها المختلفة، بل ستتحمل دولة قطر كوارث عدة نتيجة تخليها عن أخواتها من دول الخليج والعالم العربي بأكمله، فهذه الدول كما يبدو قد حسمت أمرها واتخذت موقفاً قوياً وواضحاً تجاه قطر وطريقة تعاطيها مع جاراتها من الدول، ومن أهم ما قد تقدم عليه الدول المقاطعة لقطر على الصعيد السياسي هو استبعادها من كل الفعاليات السياسية خاصة المؤثرة في القرار العربي والخليجي على وجه التحديد». وأضاف عدنان: «قطر قد تخسر سياسياً مكانتها مع معظم الدول العربية جراء استمرارها الرفض الذي سوف يؤدي إلى خسائر سياسية أكبر، ناهيك عن موقفها الداعم لإيران، والتي تعتبر دولة تحت الضغط من معظم دول العالم وتواجه عقوبات اقتصادية وسياسية كثيرة، وستزداد هذه العقوبات في المرحلة المقبلة خاصة أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب صرح بذلك كثيراً خلال فترة قصيرة من توليه الحكم». وقال عدنان: «قطر رغم أنها تعلم تماماً أن من يحميها أمنياً وعسكرياً هو المملكة العربية السعودية تحديداً والخليج عامة إلا أنها بسذاجة وتحت تأثير وهم الزعامة الذي صور لها من دول كإيران وتركيا وبعض الدول العظمى في مرحلة ما إلا أنها تضع أكتافها على دولة تحارب العالم بأسره ويحاربها العالم بكل قواه وهي إيران، وهذه خسارة أخرى تضاف إلى خسائر قطر المحدقة بها من كل اتجاه». وأضاف: «كما أن دعم قطر لجماعة الإخوان المصنفة جماعة إرهابية يضع الدولة القطرية تحت المجهر على الصعيد الأمني، وربما يضعها في المستقبل القريب أمام عقوبات دولية لكونها إحدى الدول الداعمة للإرهاب، والملف الاقتصادي يعد الملف الأكثر تأثيراً على هذه الدويلة الصغيرة التي تحتاج حتى لرمل البناء من جاراتها الخليجيات». وأضاف: «اقتصادياً تحتاج قطر للمجال الجوي الخليجي لتقليص نفقات المجال الجوي الدولي، وكذلك على الصعيد البحري والبري، وبالنسبة للمواد الغذائية فمن المعلوم أن قطر تستورد معظم المواد الغذائية التي يستهلكها المواطنون في بلدها وقد شكلت حركة المقاطعة الاقتصادية المتخذة حالياً تجاه قطر خسائر كبيرة للدولة والتجار العاملين في فيها، فقيمة المنتج الذي يصلها من تركيا أو إيران والدول الأوروبية ارتفعت وسترتفع أكثر خلال المرحلة المقبلة، ولن يتحملها المستهلك ولن تستطيع الدولة دعم هذه المنتجات لسنوات طويلة، فالاقتصاد الوطني لن يتحمل كثيراً هذه الأعباء». وعلى الصعيد الاجتماعي يقول أسامة عدنان: «سيخسر المواطن القطري حقه في التنقل والتجارة والسياحة والعيش في الدول الخليجية والعربية خاصة السعودية والإمارات، الأمر الذي سيضع المواطن تحت الضغط، وبالتالي سينعكس ذلك الضغط على النظام القائم في الدولة». وقال: «أتوقع خسارة قطرية كبيرة على كل الأصعدة وربما يضاف للعقوبات الدولية المحتملة عقوبات خليجية ومنها تجميد عضويتها في دول مجلس التعاون الخليجي واستكمال المقاطعة معها لتصبح دولة منبوذة، الأمر الذي ربما يصنع ثورة شعبية في الداخل القطري، وقد نشهد انقلاباً مشابهاً لتلك الانقلابات التي شهدتها قطر خلال مراحل سابقة من الحكم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©