حادث التصادم الجماعي لـ 44 مركبة على طريق أبوظبي دبي، أمس الأول، جراء انعدام الرؤية الأفقية بسبب الضباب الكثيف، والذي أسفر عن إصابة 22 شخصاً، منهم اثنان إصابتاهما بالغتان، يكشف لنا مجدداً أن الغالبية العظمى ممن تستهدفهم تحذيرات الشرطة ومركز الأرصاد لا تصلهم هذه الرسائل، ولا يقيمون لها وزناً حتى وإنْ وصلتهم، والدليل المقطع المصور الذي جرى تداوله على نطاق واسع، وأظهر سائق شاحنة «تريلا»، يندفع بها بين المركبات المتضررة، ويقودها بسرعة وسط الضباب، كما لو أنه في أحوال جوية وظروف عادية. إضافة إلى ذلك السائق، هناك الكثيرون من الذين يصرون على تعريض حياتهم وحياة غيرهم من البشر بالقيادة في مثل هذه الظروف من انعدام للرؤية على الرغم من طمأنة جهات عملهم بأنها تراعي أي تأخير لهم عن الوقت المحدد لبدء الدوام أو مهما كانت الظروف والارتباطات المسبقة لديهم. وعلى الرغم من الاستجابة السريعة للوضع الذي تحدثت عنه شرطة أبوظبي في بيانها حول الحادث الذي لم يكن الأول من نوعه في الدولة، إلا أن كل الملاحظات كانت حول تعامل الشرطة مع الأمر، وبالذات تأخر الإعلان عنه، وقد كان محور حوار الزملاء في برنامج «استديو1» من إذاعة أبوظبي مع مدير الدوريات الخارجية في شرطة أبوظبي. الأمر يتطلب مقاربات نوعية، تتفاعل مع مثل هذه الظروف المناخية والأحوال الجوية، بوقف الحركة المرورية فوراً على الطرق قبل انطلاق السائقين، فالكثير منهم لا يلقي بالاً للتحذيرات المبكرة، ولا يكلف نفسه الالتزام بقواعد السير الآمن، واتخاذ تدابير الحيطة والحذر حتى ينقشع الضباب أو تتحسن ظروف السير والقيادة الآمنة. وأظهر الحادث مجدداً أن دعوات الجهات المختصة للجمهور حول عدم تصوير الحوادث وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تذهب سدى، ولا يكترث بها أحد، بل إن ما يؤسف له أن مواقع إخبارية ومحطات فضائية، تتلقف مثل هذه المقاطع وتبثها من دون احترام لأبسط القواعد المهنية المتعارف عليها، لأنها تعتقد أنها بعيدة عن المساءلة القانونية. كانت في تلك المقاطع مشاهد مؤلمة ومفزعة، ومع هذا أصر هذا النفر من الأفراد غير المسؤولين على التصوير والنشر، وكأنهم بانتظار جائزة في سباق حول من سيكون الأول في البث دون مراعاة لكل مناشدات الجهات الشرطية والقضائية حول ضرورة احترام خصوصية الآخرين. وسلامتكم.