عندما تبتسم المرأة، تسقط الأمطار، وتثمر الأشجار، وتزدهر البحار، وتزهو الأنهار، وتسعد الأطيار، وتصير الحياة مثل حقل مزروع بأجنحة البلابل، وعشبه من نسج الحرير. عندما تبتسم المرأة تبدو الصحراء واحة لاستراحة الخيول الجامحة، وتصير الحياة مثل المسافة ما بين شفتين بالغتين، نابغتين في بلوغ الانتماء إلى الوجود، والوفاء إلى التاريخ. عندما تبتسم المرأة تستعيد الحياة كل ما فقدته من مستلزمات البقاء، وترتدي المعطف، وترفل بأزهى الحلل، وتمضي في الطريق من دون وجل، أوجلل. عندما تبتسم المرأة، تصبح أيقونة الحياة تعلق على الجدران، وتسفر المصابيح عن أضواء وردية، وتنفتح الأبواب على نسائم تدغدغ وجنات الحلم الجميل، وتتسرب إلى القلب نغمات الأبدية، والخلود. عندما تبتسم المرأة، لا تدمع عيون الصغار، كما لا تنفطر قلوب الكبار، بل تصبح المسافة ما بين الكائنات، مثلما هي المسافة ما بين الرمش والرمش أو مثلما هي المسافة ما بين قلب المرأة، والرجل. عندما تبتسم المرأة تنجلي عن الكون هموم الحروب، والانتكاسات، والهزائم الإنسانية، وعندما تبتسم المرأة حتى انخفاض أسعار النفط، وأحاديث المحللين السياسيين التي لا معنى لها، ولا هدف، تغيب عن الذاكرة كل الخسارات، والانهيارات، وفساد الأخلاق على مستوى بعض الدول. عندما تبتسم المرأة تغيب كل الأشياء، ولا يحضر سوى المرأة، لأن في حضورها، يبدأ الوجود في لملمة، عناصر بقائه، وفي حضورها ، يحضر الإنسان الأعلى، وتغيب كل الفلسفات، والاحتيالات البشرية على جمال المرأة، وقوتها في التأثير، على تغيير مسار الحدث الإنساني، من البؤس إلى رفاهية المشاعر، وبذخ الإحساس المرهف، وثراء المخزون في العطاء، والوفاء، والانتماء. عندما تبتسم المرأة، تصبح الأرض زورقاً، يعبر بك المحيطات، ويمر بك عند كل الموانئ فترى كيف ترفرف الزعانف، عندما يصبح المحيط صافياً، مثل ابتسامة امرأة صادقة. عندما تبتسم المرأة، يصبح البحر مثل شجرة وارفة الظل، وتصير أنت المتأمل مثل الطائر النقار، ينقش عشه في جذع الحياة، ويمضي إلى الوجود مبتهلاً إلى الله، بأن الحياة هي امرأة لا تخبئ ابتسامتها في معطف الكآبة، ولا تدخر الفرحة ليوم لا يأتي. عندما تبتسم المرأة، تبدو عيونك مثل شمعة تذوب في حرقة الكامن، وتبدو أنت مثل فراشة تنزع إلى الخلود، وتبدو هي مثل الوردة، تعطر وريقاتها من قطرات الندى.