يقول ابن منظور إنه «اسم علم مؤنث عربي من الفعل نَوَلَ، والمنال: العطية، النصيب، الصواب. المنال: مصدر نِلْت له بشيء أَي جُدْتُ، وما نُلْتُه شيئاً أَي ما أَعطيته وهو مصدر نال نَيْل، أي ما يُطلب تحقيقهُ. قال البحتري: تَنال مَنَالَ اللّيلِ في كُلّ وِجْهَةٍ وَتَبقَى كَمَا تَبقَى النّجُومُ الطّوَالِعُ». في ظاهرةٍ كونية قل ما تحدث، سُنِحت فرصة نادرة إذ تساوى الليل مع النهار، فجاءت منال سمراء كحلم الطفولة الذي تغنى به عبدالحليم حافظ، تختال بعودٍ يانع وحياء لا يدل إلا على سمو أهل اليمن، ولِمَنالٍ صوت رخيم يسافر بك من جوٍ إلى بحرٍ إلى عمقٍ إلى ذاتك. جاءت منال وكلها أمل أن تسطع أشعة كل يوم فتكون فيه أختاً، صديقةً، بنتاً، زوجةً وتطلعت أن تكون أُماً إنْ كتب الله ذلك وسارت الأمور كما ينبغي. وفي ترقب الوقت وما يترتب عليه من أمور فترة ما قبل الزواج، تلك الفترة التي يتوقع فيها الحب والغزل والولع والتودد، ولكنْ منال وجدت شريكاً لا يشاركها تفاصيل الحياة المهمة، وقد سرحت به الحياة ومرحت كما فعل به الأقربون، فنالوا منه حتى أصبح كسمكة تتخبط كلما خرجت من الماء، وبيدهم خيوط تُمثل الحياة والبقاء. كانت فترة خلاف واختلاف، فهي تريد رجلاً يعتني بها ويسألها عن أهلها وعن حالها وكيف هي اليوم، ويتذكر مناسبات فيرسل لها وردة، بالنسبة له فقد كان يريد كل شيء يحدث كما في الحلقات الأولى من أي مسلسلٍ تركي أو مكسيكي «ناس تأكل وتضحك وتمرح إلى أن يتدخل الأشرار، فتبدأ الأحداث الحقيقية المثيرة التي يتحدث عنها ويرتبط ويتعلق بها الناس». وبعد مثابرة لردم الهوة بينهما، قالت منال «كفى»، وحزمت حقائب الزمن وعادت إلى عدن.. جاءت لتردم فجوة سطحية، وها هي ترحل وقد تركت في أعماق قلوبنا صحراء من الفجوات. وفي وداع منال ضحكنا وغنينا وأكلنا وسولفنا وقلنا لها «شكراً وسامحينا»، تعود منال إلى وطنها الذي ندعو الله له ولها ولشعب اليمن الحر الأبي بالأمن والأمان. للعارفين أقول، علمتني الحياة أن «الطموح هو أن تكون أجمل مِن ما يتوقعه مِنكَ الآخرون»، وكانت منال طموحة معطاءة. تقول والدتي دائماً إن الأولين لم يقولوا أمثالهم إلا في مواضعها الصحيحة من ظرفي الزمان والمكان، وتذكرت مثلاً أُهديه قولاً لمن لم يظفر بهذه الغادة الحسناء «طيرٍ خفق ما بين ايديه... هيهات با يرجع إليه»!