ليس المهم فقط أن تفوز.. الأهم أن تنتصر.. أن تكون مختلفاً.. أن تكون أهلاً لثقة الجماهير خلفك.. أن تنتصر حتى في قراراتك وفي تحركاتك.. أن تأتي بلاعب مميز تفتش عنه هنا أو هناك ليحدث الفارق، فذلك انتصار يفوق الفوز في مباراة أو أكثر.. أن تقر وأنت في الصدارة أنك لست على ما يرام وتعمل جاهداً على تصحيح أخطائك، فذلك يعني أنك تعتز بنفسك وأنك فريق كبير مؤهل للمضي ومطاردة أحلامك حتى النهاية. في بداية الموسم، وحين كان العين متصدراً أيضاً، قلنا إنه ليس على ما يرام وإنه سيئ رغم الصدارة، وقلنا إن من يهمه الفريق عليه أن يُبَصِّرَهُ بأخطائه، وبدا الزعيم وكأنه يعلم ما به، فاستعد للدور الثاني بشكل مختلف، وأنجز صفقة غيرت من شكل الفريق وأضافت إليه الكثير، تمثلت في اللاعب المصري حسين الشحات الذي يقدم في كل مباراة أوراق اعتماده وموهبته، ويؤكد أنه مكسب كبير للدوري الإماراتي بأسره. حسين الشحات، فرعون مصر، سجل أمس الأول «هاتريك» لفريقه ضمن السباعية النظيفة التي فاز بها الزعيم على عجمان في الجولة الخامسة عشرة من الدوري، كما صنع هدفين، ورفع رصيده منذ انضمامه للبنفسج إلى خمسة أهداف، و«الهاتريك» الذي سجله في عجمان هو الثالث للاعب هذا الموسم، حيث سبق وسجل هاتريك مرتين في الدوري المصري قبل قدومه إلى هنا، ولكن العبرة ليست في أهداف حسين الثلاثة الأخيرة، ولا حتى في فوز العين بالسبعة.. الأهم أن الزعيم يقدم كرة حقيقية، وأن الصفقة التي أتمها في صمت وفي وقت قياسي قد غيرت من شكل الفريق، فاللاعب المصري ساهم في ظهور لاعبين آخرين بجواره.. عدوى التألق انتقلت من حسين إلى غيره، وساهمت في فك الكثير من طلاسم الفريق التي لاحقته بالدور الأول. استعاد العين الصدارة سريعاً من الوحدة، والأهم أنه استعاد نفسه وبات فريقاً رائعاً بحق، وبات من حق جماهيره أن تحلم بالكثير طالما أن الفريق بهذه القوة وهذا التناغم، وعلى الرغم من غياب عموري أحد أبرز لاعبي العين عن المباراة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يؤثر على الفريق، وهذا أيضاً أمر مهم للغاية، ففي العين الآن هناك كثيرون بإمكانهم أن يصنعوا الفارق. كان العين بحاجة إلى حسين الشحات، ليس ليجد نفسه، ولكن ليسد ثغرة في بنائه، فأحياناً تكون الثغرات البسيطة وحدها سبباً في إهدار الكثير من الجهد، وأعتقد أن حسين نفسه كان بحاجة إلى أن يتلون بلون البنفسج، فاللاعب القادم من «المقاصة» المصري، يدرك أنه يخوض تجربة احترافية مهمة، فالعين قد يكون بوابته للكثير، وإنْ كان العين نفسه بوابة كافية ومستقراً للأحلام الكبرى. كلمة أخيرة: اللاعب الذي يغير شكل وأداء فريق.. هو صفقة في الصميم