قبل أيام فوجئ عامل آسيوي بسيط كان يعمل في طاقم الضيافة الخاصة بدخول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عليه في غرفته بالمستشفى، ليطمئن عليه في إطار زياراته للاطمئنان على أحوال مواطنين ومقيمين كانوا في ذلك المستشفى.
لفتة إنسانية نبيلة من شيوخ التواضع والنبل والوفاء، غرس الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهج كرس على أرض الإمارات هذه القيم النبيلة من التواضع والتآزر والترابط بين جميع أفراد المجتمع على اختلاف مكوناتهم وأطيافهم تحت سقف «البيت المتوحد»، ولا زلنا نتذكر كيف حرص الشيخ محمد بن زايد ذات مرة، ونحن في عام المؤسس خلال استقبال زواره من شيوخ ووزراء ومسؤولين وأعيان البلاد وضيوفها في برزته الأسبوعية بقصر البحر على تكريم عامل أمضى أكثر من 40 عاماً من الخدمة في ديوان سموه، ولم يكتف أبو خالد بتكريمه، وإنما دعاه أن ينقل تحياته وتمنياته الطيبة لعائلته، مؤكداً له أن «وطنه الثاني» الإمارات يرحب بهم في أي وقت.
لقطات تحمل دروساً عميقة للأجيال في التواضع والوفاء وتقدير الآخرين ممن قدموا لنا خدمات على درجاتها وأهميتها، فالعلاقات الإنسانية والمشاعر النبيلة من الاحترام والتقدير لا تعترف بتلك الحدود المصطنعة التي يحاول بعضهم رسمها بين البشر. ونحن في حاجة للتذكير بتلك القيم النبيلة.
معاني لقطات الزيارات السامية تتماهى مع التوجيهات السديدة لسموه بتبني التربية الأخلاقية في مناهجنا الدراسية، بما يعبر عن النظرة الثاقبة بأن منظومة القيم أساس تكوين الأجيال وصقل شخصيتها، ولاسيما أن إيقاعات العصر المتسارعة لعبت دوراً كبيراً في إحداث تغييرات وسلوكيات لم نكن نعرفها من قبل لدى تعامل البعض مع من هم أدنى منهم مستوى معيشياً.
جولات وزيارات ولقاءات الشيخ محمد بن زايد العفوية، وتقدير سموه لأمثال محيى الدين وكوموكوتي لها أصداؤها العظيمة ليس في نفوس هؤلاء البسطاء فحسب، وإنما في قلوبنا جميعاً، لأنها تذكرنا وتوطد في نفوسنا القيم الرائعة والشيم الرفيعة التي جبل عليها قادتنا وشيوخنا الكرام لنتأسى بها، وترسم أمامنا عظمة العلاقة التي تجمعنا بهم في صروح من المحبة والولاء والانتماء، وقلوبهم قبل مجالسهم مشرعة للجميع، فيا «كبر حظنا بهم»، حفظهم الله، وأدام عز الإمارات.