أكتب في الصحافة منذ 36 سنة، فقد بدأت حياتي الإعلامية والمهنية صحفياً في جريدة الاتحاد «السورية وليس الإماراتية»، على يد الراحل عدنان بوظو، وأستطيع القول إن دراستي للأدب واللغة وعشقي للكلمة أسهما بشكل كبير في قدرتي على صياغة الحروف وكتابة المقالات التي لا أعتبرها مهنة أسترزق منها بل هواية وعشقاً. ومن واقع خبرتي أستطيع القول إن زميلي محمد البادع من الأشخاص الذين أحب قراءة مقالاتهم، لأن لديه ملكة الجزالة في الكلمة والقدرة على التعبير من دون «فذلكة أو فلسفة زائدة»، أو الإغراق في التنميقات اللغوية التي باتت موضة لدى الكثيرين، خاصة معلقي المباريات. البادع كتب عن الهولندي تين كات مدرب الجزيرة الذي يبدو أنه يريد الرحيل، ولكن لا يريد أن يأخذ الخطوة، بل على غيره أن يأخذها نيابة عنه، ومرت عبارة في مقالته تقول: «حين يصبح من فيك عبئاً عليك»، وهي العبارة التي أخذتها عنواناً لمقالتي، لأن فيها يكمن معظم مشاكلنا ليس الرياضية فقط، بل في معظم مجالات الحياة. ومشكلتنا كعرب أننا عاطفيون، لهذا لا نأخذ «الأكشن» أو الفعل المناسب للأشخاص «اللي منا»، ويتحولون إلى عبء علينا، فنحن من نقول قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، ونحن من نقول «اللي بتعرفه أحسن من اللي بتتعرف عليه»، ونحن من نقول حرام وخطية ونعطي الآخرين فرصة ثانية وثالثة ورابعة، ونحن من نضع أحياناً أشخاصاً في مراكز، ثم تبين أنهم عبء علينا أكثر منهم عوناً لنا، ومع هذا يكون «الأكشن» بطيئاً وأحياناً لا يكون أبداً. في قناعتي أنه يجب وضع بنود في عقود أي مدرب قادم تحفظ حقوق الأندية، في حالة بدأ المدرب يضرب الأخماس بالأسداس، وبدأ يتصرف بلا مبالاة، كمن يقول للآخرين «فنشوني»، وأعطوني بقية حقوقي، حتى لا يستقيل ويترك حقوقه، وهي دوامة نعرفها جيداً في هذه المنطقة من العالم، فنحن من نأتي بمدربين ونعطيهم البنود الجزائية، حتى لو لم يدربوا سوى مباراة أو اثنتين، والأمثلة لديّ كثيرة لمدربين تم التعاقد معهم لسنوات، ثم تم «تفنيشهم» بعد أسابيع قليلة، وقبضوا كامل رواتبهم ومستحقاتهم وبنودهم الجزائية، ويجب أن نتعلم من تجاربنا السابقة، بحيث يكون هناك بنود تحفظ حق النادي، مثل عدم تحقيق نتائج خلال فترة بعينها، أو عدد من الخسارات، أو مركز محدد لا يمكن القبول بما هو دونه، وعندها يتم فسخ العقد من دون بنود جزائية، وإذا كان هناك من يفعلها فنقول له «برافو»، وإذا كان هناك من لا يفعلها، فنقول له: ماذا تنتظر؟