احتفل مطار دبي الدولي الخميس الماضي باستقبال المسافر رقم مليار، في احتفالية هي امتداد لرحلة الإنجاز المتواصلة التي قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، وصلنا لمحطة جديدة وبدأنا رحلة مختلفة باتجاه مستقبل أجمل، مليار إنسان اتخذوا دبي وجهة لهم، مليار إنسان كنا جزءاً من قصتهم، نحن مطار العالم ووجهته وقلبه».
الإنجاز لم يكن مجرد رقم بل عبر عن روح وفكر وفلسفة صاغت عناوين للحاضر والمستقبل، وهي تختصر المراحل وتسابق الزمن.
عندما كنا نذهب لتمضية الوقت في شرفات مطار دبي سبعينيات القرن الماضي نراقب حركة الطائرات القادمة والمغادرة لم يكن ليخطر في عقولنا أن هذا المطار سيكتب ذات يوم تاريخ السفر وصناعة السياحة من جديد بعد أن تحول لعدة مبان ومحطات أكبرها المبنى رقم 3 الخاص بناقلتنا الوطنية «طيران الإمارات». وأصبح جسراً عالمياً يربط قارات العالم، وبوابة رئيسية من بوابات الإمارات على العالم. كما ظهر مطار ثان تابع لشركة مطارات دبي هو مطار آل مكتوم «وورلد سنترال» مطار دبي وما وصل إليه يجسد تلك النظرة الثاقبة والطموحات بلا حدود وروح التحدي التي ميزت مسيرة باني دبي العصرية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، شريك المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراهما في بناء صرح الإمارات الشامخ.
كما أنه يجسد رؤية قيادتنا الرشيدة لهذه المنشآت الحيوية ليس باعتبارها مجرد مطارات تحط فيها الطائرات القادمة، وتنطلق منها الأخرى المغادرة، وإنما باعتبارها بوابات للتواصل بين البشر وتلاقي الحضارات والثقافات، ومن هنا حظيت المطارات باهتمام ودعم كبيرين بالإمكانيات الفنية والبشرية، ونجحت كذلك في أن تتحول بفضل تلك الرؤية الثاقبة لمورد مهم من موارد الاقتصاد الوطني. وتتميز مطارات الإمارات بتقديم أرقى الخدمات التي جعلها الوجهة المفضلة للمسافرين وشركات الطيران العالمية، التي تفضل اختيارها كنقاط توقف للاستفادة من التسهيلات التي تقدمها والتجهيزات المتطورة المتوافرة فيها مما جعلها نقطة عبور «ترانزيت» إقليمية وعالمية من الطراز الأول.
ومع هذا التطور الذي تحقق انطلقت الخبرة والتجربة الإماراتية الناجحة لتتولى إدارة مرافق ومطارات وموانئ خارج الدولة لتكون خير سفير لقصة نجاح الإمارات في حسن استثمار الإنسان والموارد لأجل خير الإنسان.