استحقت أبوظبي لقب عاصمة الكرة العالمية، على مدى عشرة أيام، حافلة بكل ألوان التشويق والإثارة والمتعة الكروية، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها المكان المثالي للحدث المونديالي.
ومنذ أن استضافت العاصمة الجميلة مونديال الأندية عام 2009 وحتى الآن، نالت العاصمة كل عبارات الإشادة والثناء، من أسرة الاتحاد الدولي، سواء في عصر بلاتر، أو في عهد مواطنه جياني إنفانتينو، وتكفي شهادة المسؤول عن المسابقات في الاتحاد الدولي الذي قال بالحرف الواحد، إن أبوظبي حولت كل مباراة بالبطولة إلى مهرجان واحتفالية رائعة، تحدثت عنها كل أوساط البطولة.
ولا نملك سوى أن نوجه كل آيات الشكر والتقدير لـ«وطن السعادة» الذي شرف الجميع ورفع رأس كل العرب، بعد أن بات على موعد دائم مع النجاح غير المسبوق.
واكتملت كل ملامح النجاح عندما لم يكتف «وطن السعادة» بذهبية التنظيم وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، فكلها صفات ارتبط بها ابن الإمارات، لكنه أثبت قدرة هائلة على المنافسة على مراكز الصدارة، بدلاً من أن يكون ممثلها مجرد تكملة عدد، حدث ذلك في العام الماضي، عندما فاجأ الجزيرة الجميع، وتأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإماراتية، وفي مباراة لا تنسى أحرج الجزيرة الفريق الملكي ريال مدريد، وأنهى الشوط الأول متفوقاً عليه بهدف روماريو، قبل أن يستعيد الريال توازنه ويسجل هدفين، مستفيداً من إصابة علي خصيف أحسن حارس في البطولة.
وفي بطولة هذا العام، لم يتوقع أحد أن يكرر الفريق العيناوي إنجاز الجزيرة، ولكن «الزعيم» ضرب بكل التوقعات والتكهنات عرض الحائط، ونال لقب «عابر القارات»، بعد أن تخلص من بطل إقيانوسيا في الجولة الأولى، ومن بطل أفريقيا في الجولة الثانية، قبل أن يجهض آمال بطل أميركا الجنوبية، ويتجاوز الإنجاز الجزراوي، بالتأهل إلى نهائي المونديال، للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإماراتية.
ولأن هذا المقال قبل المباراة النهائية، فإنني أرى أنه مهما كانت النتيجة، فإن الفريق العيناوي حقق لبلاده دعاية لا تقدر بالمال، خاصة أن الكرة الإماراتية، من خلال «زعيمها»، كانت حديث العالم، طوال أيام وليالي البطولة.
إن هذا النجاح القياسي، جاء متزامناً مع «عام زايد»، وفي عام اليوبيل الذهبي العيناوي، ليصبح عام 2018 عيناوياً خالصاً، فاز «الزعيم» خلاله بثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى، قبل أن يكون التأهل إلى نهائي المونديال بمثابة مسك ختام الاحتفالات التي يفوح منها عبق البنفسج.
وبالتأكيد سيلقي ما حققه الفريق العيناوي في مونديال الأندية، بظلاله على حدثين مقبلين، الأول نهائيات أمم آسيا التي تستضيفها دولة الإمارات للمرة الثانية في تاريخها، وما حدث من شأنه أن يرفع سقف طموحات المنتخب، والحدث الثاني هو تعزيز فرص معالي اللواء محمد خلفان الرميثي المسؤول الأول عن الرياضة الإماراتية، في المنافسة بقوة على رئاسة جمهورية كرة القدم في آسيا، فهو خريج مدرسة التفوق والتميز العيناوية، ويكفي أنه كان رئيساً للجنة التنفيذية بنادي العين، في عام الفوز باللقب الآسيوي، وفاز العين في ذلك العام بلقب أحسن نادٍ في «القارة الصفراء».
ويا «وطن التميز» الذي احتفل مؤخراً بالجواز رقم واحد على مستوى العالم، واستقبل الراكب رقم مليار، أنت تستحق كل السعادة.